23 ديسمبر، 2024 3:10 ص

الفاسدون أولى بغضب الله من السكيرين    

الفاسدون أولى بغضب الله من السكيرين    

 فكأن القطار استوى على سكته وما عاد من عائق أمام مسيرته الظافرة وزحفه المقدس غير الخمور.
وكأنّ الوطن وجد طريقه وما عاد في حاجة إلى من يهديه إلى مفتاح باب بيته ومشاكله.
وكأنّ مصائبنا ما عادت مصائب.
وكأنّ الجسور ارتفعت
والأنفاق حفرت
والشوارع انفتحت
والجنّة أزلفت.
وكأنّ كلّ نفس علمت ما قدمت وأخرت.
وكأننا لسنا داخلين على شتاء سيجمّد أطرافنا ويغرق بيوتنا بعد شوارعنا 
ولا خارجين من صيف كتم على أنفاسنا وجفف كلّ يسيل في عروقنا وابداننا. 
جميعنا مع تطبيق القانون وإنفاذ الشريعة ووضع النقاط على الحروف. 
في الدين وفي العلم وفي السلوك.
لكنّ هناك ما يسفّه هذه الحجّة ويهدّ بنيانها وكيانها: 
المصدر ونقاؤه. والقصد وصدقه. والعدالة وتطبيقها.
فإن كان المصدر مجروحا
واللسان لا يواطئ القلب
و” المساواة ” عشوائية اعتباطية. والعدالة مخترقة هنا محترمة هناك،
فلا قانون ولا شريعة ولا نقاط. 
المحك هو النزاهة والضمير وهو الفعل.
ليس سبب الطعن في القرار هو مصدره وحسب، بل قصد المصدر ونيّته. هل هما خالصان؟ هل هما مجردان عن كلّ ميل وهوى؟ 
وهل المصدر نقي الطرف طاهر الثوب؟ 
وماذا لو كان كعادته يلعب بنا؟ موضوع جانبي من هنا ومعركة جانبية من هناك. 
فتش عن المصدر وعن النيّة
ليس من حق أحد أن يتكلم عن سلامة البيئة والتدخين والبلد غارق في القذارة والفساد والخراب. 
ليس الوقت وقت حديث عن الدخان وحرب على الخمر.
سنتحدث عن البيئة بعد أن نطهّر الوسط من ” الأزبال “.
وسنعالج موضوع التصحّر بعد معالجة موضوع الكهرباء والماء
وسنهبّ كلّنا لحرب المخدرات بعد أن نؤمن المدارس والملاعب والمكتبات والعمل للشباب العاطل.
وسنتكلّم عن السياحة وكرة القدم بعد أن ننظف العقول والأبدان والشوارع.
وإلا فكل ما نرى وما نسمع بين مصدق ومكذب 
هو من قبيل ذر الرماد في العيون.
والضحك على الذقون وعلى العقول المخدّرة. 
آن لكم أن تنهضوا من رقدتكم
أيّها الراقدون 
فوق التراب.