قيلت العرب قديما ثلاثة لاتعطى المرأة و الفرس و السيف لما فيها من ميزات لمالكها فهي عنوان شرف وشجاعة واقدام فلايمكن التفريط باحدها مهما كان السبب أو أجبرته الظروف على ترك احدها واضعا روحه ثمنا عنها لانها تجلب العار والثبور له و قبيلته وقد لعبت الظروف الاقتصادية والتحولات الاجتماعية والسياسية دورا كبير في تغيير هذا السلوك نتيجة لتعرض الامة لتقلبات جوهرية وانتكاسات أقليمية طمست الكثير من مفاهيم الرجولة بين مصالح ذاتية وانانيات فردية ومؤامرات خارجية وداخلية وضغوطات نفسيه , الا ان الاصالة كانت ولازالت عند اصحاب القيم ومعتنقي المبادىء حدا فاصلا لايمكن تجاوزه او عبور حدوده ألا في حالات معلومة تكون ألزاما على صاحبها ان يضحي بشيء منها امام هدف اكبر وعنوان اسمى ورفعت خلق لاتجارى و رأينا في الايام الماضية ظروف صعبة مر بها البلد كادت ان تؤدي بالعملية السياسية للنحر والسقوط عند اختيار الرئاسات الثلاث كالنواب والجمهورية ورئاسة الوزراء لما شابها من لغط وتجاوزحقوق أستغلها البعض ليضع كل ادوات حقده ومعاول هدمه وسموم نفثه لتهديم جدار الاخوة وتماسك البناء ووحدة الصف ليهوى ويدمر من فيه تراوحت بين أشاعة مسمومة وتعبير خبر وتصديق تصريح علّه يصل لمبتغاه ويحقق هدفه من العملية السياسية في العراق وأشيع الكثير نتيجة ذلك كاحداث تفجير قرب دار العبادي وانزال قوات وغلق طرق وفرض حالة الانذار القصوى عند القوات المسلحة للتهيأ لاحداث انقلاب عسكري كرد على ترشيح العبادي بدلا عن المالكي , وعند الرجوع لحقيقة الامر والتمعن بالاخبار وتدقيق مصداقيتها رأينا لاصحة لها او تقارب الحقيقة بشيء , أن الوعي والادراك لما نحن فيه من محن ومعوقات تحتم على الجميع ان يكون بمستوى المسئولية ونكران الذات والتحلي بالصبر والثبات والايثار وتناسي المصالح الشخصية والابتعاد عن الروح الانانية لما نحن فيه كونه واجب اخلاقي علينا ان نتمسك ونتحلى به أن الوطن اسمى والشعب اغلى والمستقبل اوسع مما نفكر به او نعتقده صحيحا لان العزم والاقدام الذي وضعنا في هذه المحن لايقتصر على منصب او عنوان انما هو الوطن ومااكبره واعظم شأنه عندما نتمسك بحبه ونذوب في عشقه ونضحي من اجله وامام كل هذا وماسبق من خطابات كرد على مايجري من قبل المالكي فكان امرا محيرا بين ان يبقى ممتطيا صهوة جواده ولا يتنازل عنه أو خيارا آخر لابد من عمله وتنفيذه حفاظا على روح الاخوة ووحدة الكلمة وتماسك الحزب وتنظيماته لما يضمره المستقبل له فرأى الرجل ان الواجب يحتم عليه ان يترجل من فرسه ويسلم لجامه محبا غير مكره شجاعا ليس خائفا كريما معطاءا باذلا للاخوة والوطن والشعب شيئا لايمكن التنازل عنه او اهداءه مهما عصفت الريح واشتد أوار التحدي فما كان عليه الا ان يغمد سيفه ويترجل عن ظهر جواده بكلمات حفرت في القلب جروحا وفي العين دموعا وفي الجسد قشعريرة لايتحملها ضعيف الاراده او يتجاوزها صاحب القوة , كان منظرا في غاية الروعة اعاد للدولة هيبتها وللاخوة رمزها وللشجاعة بأسها وان يفوت الفرصة على المتربصين لها او الباحثين عنها لاخيه ورفيق دربه العبادي ليكمل المسيره لاطمعا بمنصب او مكان مجدا يبحث عنه , هنيئا لشعبنا بهكذا رجال يأثرون على انفسهم ولو كانت بهم خصاصة , نتطلع لبلد مستقر وسفينة بحر لاتتأثر بالريح علّها ترسي حالنا على بر أمان نتطلع له بشغف ونبحث عنه منذ زمن