23 ديسمبر، 2024 6:16 ص

الفاتحة على روح التحالف التاريخي( الشيعي- الكردي) بالعراق

الفاتحة على روح التحالف التاريخي( الشيعي- الكردي) بالعراق

في الحقيقة ان هذا الحلف كان بصورة اساسية بين النخب السياسية الشيعية العراقية الغير العربية ( موالي العراق من الاصول ايرانية) وبين الكرد الفيلية واكراد الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية المدينة الايرانية قبل معاهدة ارضروم .وهدف هذا التحالف المعلن هو النضال ضد التهميش والاقصاء من قبل عرب العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة اما الهدف المدغم الحقيقي (للشيعية الموالي ) هو النضال من اجل القيادة والتسيد على الاغلبية الشيعة العربية في العراق باعتبار ان الشيعة الموالي العراقيين هم  اهل البلاد الاصليين وليسوا طارئين (غزاة ) دخلوا مع الداخلين على ظهور الخيول العربية الاسلامية خلال القرن السادس الميلادي ولتحقيق هذا الهدف سخرت لهم ايران كل الامكانات المادية والمعنوية في كل العهود لتكون هذه الاقلية الشيعية الغير العربية (الشيعة الموالي )يدها الضاربة داخل العراق للقضاء على اي نفوذ عربي حقيقي داخل العراق  وبدا هذا واضحا وجليا بعد 2003 عندما تم اقصاء الشيعة العرب في العراق من كل المراكز القيادية السياسية والادارية بعد اقرار اجتثاث البعث والذي كان كلمة حق يراد بها باطل وكان للشيعة الموالي وايران من خلفهم الدور المهم بتصميم هذا الاجتثاث بهذه الطريقة المهينة للشيعة العرب في العراق. اما هدف الاكراد المدغم فهو انشاء دولة كردية مستقلة حتى لو اضطروا للتحالف مع الشيطان على طريقة (الشريف حسين- لورنس ). ان ال الحكيم وغيرهم من البيوتات الدينية المشهورة من الشيعة الموالي كانت لهم علاقات وثيقة جدا مع (شاه ايران المقبور!!!) وحجتهم (أن نظام الشاه هو المدافع الوحيد عن شيعة العالم) وايضا (ان الشاه رمز للشيعة)(المصدر- محمد باقر الحسيني : الجزء الثالث)كان هذا الكلام عندما كان الشاه يفاخر بعلاقاته المتميزة مع اسرائيل لدرجة انه سمح بتدفق الاسلحة الإسرائيلية الى المطارات الايرانية لتنقل لاحقا برا عبر الحدود الى جماعة جلال طلباني ومسعود خاصة في اوج التمرد الكردي اوائل السبعينات( الشاه وانا- مذكرات الوزير اسد علم) عندما كانت شركات النفط العالمية الكبرى تحزم امتعتها لمغادرة العراق . في عام 1979 سقط نظام الشاه وحل محلة نظام رجال الدين الثوريين المتشددين ورفع شعار معادات امريكا واسرائيل وكل اتباع الشاه وعملائه داخل ايران وخارجها  وبرغم هذا اخذ بتقوية الجسور مع عملاء الشاه داخل العراق (ال الحكيم-جماعة طلباني –حزب الدعوة) حتى لم يطلب منهم التوبة فجلال طلباني مثلا لا يمكن ان يقطع علاقته التاريخية بإسرائيل من اجل شعارات اية الله الخميني(  الموساد في العراق ودول الجوار- تأليف: شلومو) والنظام الايراني الديني كان مجبرا على التعامل مع هؤلاء حتى على حساب شعاراته البراقة لغياب البديل داخل العراق  وهو يخطط لبلع  العراق بالكامل بعد اسقاط نظامه العلماني الكافر بقوة السلاح بحجة انه لا يحكم بما انزل الله على ايه الله الخميني ولأنه وقف بوجه شعار(طريق القدس يمر عبر كربلاء  – الخميني 1981) مثلما تريد اليوم 2/7/2014 داعش اسقاط النظام الكافر بالعراق بقوة السلاح لا نه لا يحكم بما انزل الله على شيخ الاسلام ابو بكر البغدادي ولأنه يرفض شعار طريق القدس يمر عبر بغداد. وهذا اكبر دليل على استخدام الشعارات الدينية البراقة والدين عموما لخدمة اغراض دنيوية لان الاديان السماوية الحقيقية لا تعرف الون الرمادي وهو الون المفضل عند السياسيين المحترفين (الغاية تبرر الوسيلة ). في عام 2003 سقط النظام البعثي الدكتاتوري في العراق وعلى انقاضه شيد الامريكان ديمقراطية الفوضى الخلاقة العرقية والطائفية. ودفعت ايران بكل اتباعها من الاحزاب الدينية التي يقودها الشيعة الموالي وكذلك الاحزاب الكردية خاصة حزب جلال طلباني وابعدت كل نخب عرب العراق من الشيعة والسنه بواسطة قرار الاجتثاث وبالتهديد والوعيد بواسطة ميلشياتها العسكرية التي كانت تصول وتجول في العراق مع  الموساد الاسرائيلي لاغتيال كل الكفاءات العراقية من الطبقة الوسطى المتعلمة  وصارت تطبل وتزمر لهذه الديمقراطية المشوهة لا لشيء الا اعتقادها ان هذه الديمقراطية الرثة ستحفظ مصالحها و نفوذها داخل العراق على المدى البعيد بحكم الفارق العددي للشيعة داخل العراق وفي مفهوم ولاية الفقيه ان الانتخابات هي كل الديمقراطية. وعندما خسرت الاحزاب الموالية لها انتخابات 2010 لم تتوانى عن احداث تشويه اخر اكثر عمقا  بهذه الديمقراطية المشوهة اصلا من اجل ابعاد عرب العراق عن قمة السلطة باي ثمن . ولكي لا يتكرر ما حدث في 2010 شاهد العالم ماذا حصل بانتخابات 2014 من مهزلة ذهب ضحيتها الالاف من الابرياء وضياع عشرات مليارات الدولارات في انتخابات كان الصراع واضحا جدا بين الشيعة العراقيين العرب المهمشين الذين هم امتدادا للعالم العربي وهم الاكثرية وبين الشيعة الموالي وهم الاقلية التي بيدها كل شيء. وكذلك كان الصراع الكردي على اشده ليس لصالح حلفاء ايران بعد ان اكتسحت حركة التغيير (كوران ) اغلب مقاعد الاتحاد الوطني الكردستاني الموالي لإيران وتحالفها مع مسعود برزاني العدو التاريخي الصامت لإيران وما زاد من الطين بلة اختفاء زعماء تاريخيين لهم ثقلهم تربطهم علاقات تاريخية مع ايران امثال محمد باقر الحكيم واخوه عبد العزيز وجلال طلباني . وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير يوم 10/6/2014 عقب سقوط الموصل واتهام التحالف الشيعي لحلفائهم التاريخيين الكرد بالتآمر عليهم بالتعاون مع الولايات المتحدة وحلفاءها العرب بالمنطقة ورد الكرد بان عراقا جديدا قد ولد .. لا مكان فيه لإيران في كردستان العراق وربما في كل العراق.