18 نوفمبر، 2024 1:04 ص
Search
Close this search box.

الفائز الأكبر في الأنتخابات

الفائز الأكبر في الأنتخابات

عدم الثقة بأغلب من  إنتشرت صورهم في الشوارع والمدن والأحياء الفقيرة والأرياف , وإجراءات امنية مشددة وخلل في إدراج أسماء الناخبين , وقطع شوارع وحظر تجوال لقرى وأرياف تبعد عنها المراكز الأنتخابية ما يزيد  عن 5 كم , وهي تعيش الأمان ويتجول فيها رجل الأمن بدون سلاح , وهجرها الكثير للبحث عن فرص للعمل .
ورغم وجود ما يقارب 800 ألف صوت غير صحيح اي ما يزيد عن 10% من الناخبين  أما شطبهم للأستمارات او كتب عليها عبارات ساخرة او تم تزويره بالأشارة لكيان أخر لتبطيل الورقة الأنتخابية , ورغم كل العوامل والأغراءات وضعف المشاركة , الاّ إن صوت العقل الوطني كان يعلو على كل الأصوات للمشاركة وعزز ذلك دعوات المرجعيات الدينية بمختلفها والدعوات المباشرة بالقنوات التلفزيونية ومكبرات الجوامع والحسينيات .
مراهنة القوى السياسية كانت على الوعي الانتخابي للمواطن ودفعه بالأتجاهات العشيرة والطائفة والوعود وتوزيع المشاريع المعطلة لقبيل الأنتخابات وإستخدام المال العام والنفوذ والتلويح بالقوة لزج الشارع للأقتتال مذهبياً وعرقياً لكونه أسهل الطرق للتسلق مرة أخرى للسلطة  ,  بعد كل خيبة الأمل في الفترة السابقة بمعظم من في الساحة السياسية وإن لا حياة لمن يناديهم المواطن , نسبة التصويت رغم إنها قليلة لم تتجاوز 6 ملايين وما يعني إن الاغلبية رافضة للواقع وترويج النخبة السياسية  إن لا تغيير من صناديق الأقتراع والدفع لأيمانهم بالأقدار التي يفرضها أصحاب القرار  لتمرر على الأغلبية البسيطة لكتم أصواتها , وأصوات أخرى تأثرت بالماكنة الاعلامية الهائلة لتظليلها للتصويت بعشوائية ولا يعرفون حتى أسماء المرشحين ونوعية الأنتخابات و تأثيرها على حياتهم المباشرة , بعد التجارب ورغم التعتيم الأعلامي المقصود للحركات الوطنية وأيادي تم إخفائها من كافاءات وطاقات عطلت اطروحاتها لتضارب وجودها مع المصالح الفئوية , الكثير من المواطنين من راجع نفسه ووصلته الرسالة وأدرك ان الاعمال لا تقوم بالشعارات والوعود والهتافات واللعب بوتر الطائفية والازمات والولاءات الأخرى , وعلى المواطن أن يكون مؤثر ومصدر لصنع القرار والسلطات , وينتخب الكفاءة والنزاهة والخدمة ويراجع كل الافعال السابقة ,  النتائج تشير الى وجود ثلاثة قوى فائزة هي القانون والمواطن والاحرار ,  القانون مكونة من عدة قوى كبيرة وكانت  وحدها بدون الفضيلة والاصلاح وبدر (30 مقعد) متحالفة في وقتها مع كتلة المواطن  , اليوم تتراجع القانون بحدود 40 مقعد وبخسارة 1250 ألف صوت عن السابق وحزب الدعوة لم يحصل على أغلب المقاعد التي كانت من نصيب القوى المتحالفة لكونها تملك التنظيمات على الارض وفي بعض المحافظات لم يحصل على مقعد واحد  , واما الاحرار هنالك تراجع بحدود 5 مقاعد , ائتلاف المواطن ضاعف المقاعد 100%  رغم إنه لا يملك أي من السلطات المحلية والتنفيذية وقلة تمثيل برلماني 17 مقعد وتحالفت كل القوى ضده في مجالس المحافظات ليمنع في بعضها من رئاسة أي لجنة , ومع طبيعة الشرق الأوسط يكون الفوز دائماً لأحزاب السلطة والقوى تحاول التحالف معها مقابل التنازل عن الكثير , النجاح لأئتلاف المواطن لم يأتي من فراغ بعد تاريخ طويل من التضحيات والدفاع عن الفقراء والأطروحات خادمة للمواطن وبشكل مؤوسسي وتجربة عرفتها المحافظات  خلال استلام رجالاتهم لها , ووضوح البرنامج الانتخابي لكل محافظة حسب طبيعتها وأرثها ومكامن خيراتها , والأعتماد على الدماء الجديدة ذات الصلاة القوية بالمجتمع , وبذلك عند حساب النتائج يكون ائتلاف المواطن الأكثر اصوات على أساس الحزب الواحد وهذه قفزة نوعية في عقلية الناخب العراقي وتفائل بوجود خريطة مستقبلية يكون المجتمع هي الأساس في تحديدها .

أحدث المقالات