17 نوفمبر، 2024 6:48 م
Search
Close this search box.

الفأر لايستطيع المسيرعلى السلك

الفأر لايستطيع المسيرعلى السلك

يُحكى أن هنالك رجل بخيل يحب المال حباً جما ,ولم يعرف أي احد أين كان يضع ماله ,أصابته حادثه هزته من اعماقه ولم يجد لها حلاً ,وهي أن ماله بين ليلة وضحاها الذي أدخره وهو يحرم عياله ونفسه من لذات الدنيا التي اباحها الله للأنسان من اغتنامها ,تعرض للسرقة دون أن يكون هناك لص قام بعملية النهب للمال ,حيث كان يخبىء المال في شق صغير في اسفل حائط غرفته دون أن يعلم أحد بذلك ,وبعد فترة من الزمن أكتشف أن المال غير موجود ,فكر ملياً بالموضوع ولم يجد حلاً له ,ارتأى البحث عن شخص حكيم ليقص له الموضوع لمعرفة من سرق المال ,فأرشده الحكيم الى طريقة عسى أن يتمكن خلالها معرفة الجاني ,وهي بأن يضع قطع نقدية بنفس المكان السابق ويراقب عن كثب ماذا سيحدث ؟وفعلاً تابع وراقب بتأني دقيق مجريات الامور فسمع صوت خفيف يخرج من شق الحائط الذي وضعت به قطع النقود الحديد ,فأخذ ينصت ويمضي وراء الصوت بحذر شديد فعرف أن السارق فأر ,فتابع مسيره ليعلم أين يأخذ النقود ولأي مكان يخبئها فيه؟فقد وجد أن الفأر عمل سلك يسير عليه من بيت الرجل البخيل لبيت آخر يخبىء النقود فيه ,فوصل صاحب النقود المسروقة للمكان المعني فوجد نقوده التي سرقت منه سابقاً فأخذها جميعاً ,كل هذا دون علم الفأر ,عندما أكتشف الفأر اصابه الهلع والجزع وعاود للسرقة فعند مسيره على السلك للوصول لمكان شخص آخر ينوي سرقته تأرجح مرة ومرى أخرى وفي المرة الثالثة سقط ولقي حتفه ,عندها ذهب الشخص البخيل الى الحكيم ليسأله لماذا سقط الفأر بهذه السرعة علماً أن مسيره على السلك لايشكل أية خطورة عليه ؟ فأجابه الحكيم :عندما كان يسرق الفأر لم يكن الخوف يعتريه ومن أي مخاطر يلاقيها لأن (الماي بصدرة) فهو محملاً ومعبئاً بما يغنيه عن حاجة الاخرين,ولما فقد ماله وجد نفسه وحيداً وأن قيمته تلاشت بدونه .
واقع الحال الذي تكون رجليه بالنار ليست كما الذي تكون بالماء ,هنالك العديد من الاشخاص ليس لهم علاقة بمعاناة الناس وهمومهم ومآسيهم وما يلاقونه من الالام لأن وضعهم المادي ومنصبهم دفعهم لنسيان اقرب الناس اليهم متنكرين لهم بعدم مساعدتهم وقضاء حوائجهم ,لأن المال والسلطة بأيديهم ,هم يظنون انها باقية مابقي

الدهر وغير زائلة ,أنها لذة العوز المكرسة في نفوسهم والعقد الذاتية التي تبحث عن الاستكمال بالمغريات أي كان نوعها وصغرها ,قيمة الانسان ليست بماله ونفوذه ,وأنما بخلقة ومحبته للناس وبساطته وتواضعه ,وكأنهم نسوا وتناسوا أن هنالك حكمة للباري فأنه يرفع مستضعفين ويضع مستكبرين ويستخلف ملوكاً اخرين والحمد لله قاصم الجبارين هكذا جاء بدعاء الافتتاح .

أحدث المقالات