يقول الكاتب الانكليزي الكبير شكسبير :{لاتوجد في العالم وسادة أنعم من حضن الام ،ولا وردة أجمل من ثغرها }إلى تلك الإنسانة التي حملتني في ثنايا أحشائها قبل أن يبث الله الروح في جسدي وإلى تلك الإنسانة التي عشقت رائحتها قبل أن أراها فبت لا أشعر بالأمان إلا في ربوع حضنها إلى من أعطتني الكثير الكثير حتى بات كل كثير أعطيها إياه قليلاً في حقها بل إلى تلك الروح التي تسكن بين حنايا روحي والتي تمردت على مخاضها بدعــــــــــــــاء إلى ربها أن أأتي إلى هذه الدنيا سالماً إلى من أعطتني من عمرها عمراً ومن زهور أيامها أريجاً امي حكاية لن تنتهي وحزن رحيلها وجُرح فراقها في كل يوم يتجدد،يوم فراقها الَّذِي لا يفارقني كم كان مؤلم وحزين لم ارى يوماً مثله في حَيَاتِي كُنْت في وقتَها نائم وكانت ليلة شتاء باردة واذا بي اسمع صوت جهاز الموبايل قد رِن فهرعت من الفراش مسرعا لكي أرد على المتصل فقبل ان ارد وإذا بهاجس يقول لي ان أمك قد ماتت عِندَهَا لم أتمالك نَفْسِي واجهشت بالبكاء و تساقطت الدموع من عيني فعلمت انها آخر ليلة وآخر يوم وآخر ساعة ولحظة مع امي التي عرجت روحها الطاهرة البريئة الى بارئها سبحانه تعالى عزوجل وتوقف قلبها الكبير ذلك القلب الذي لطالما أشبعتنا منُه الحب والحنان هذا القلب الَّذِي كان مليئ بأجمل وأروع صور الانسانية والحب والتسامح والعطف والخلق والصبر، نعم انها الام التي يعجز اللسان عن وصفها تلك الام التي قال فيها رسول الانسانية مُحَمَّد (ص) الجنّة تَحْت اقدام الأمهات .. الأمهات اللّواتي حمّلننا في بطونهن وهن على وهن وتجرعن من أجلنا اصعب مراحل الحياة وأقسى انواع الألم كل ذلك كان من اجل ان نحيا ونعيش وننعم بحياة كريمة ملؤها الرفاه والسعادة والراحة تلك هي الام التي يقول في حقها الأمام زين العابدين عليه السلام في رسالة الحقوق وأما حق أمك عليكً أن تعلم أنها حملتك، حيث لا يحمل أحد أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً .. وأنها وقتك بسمعها وبصرها، ويدها ورجلها وشعرها وبشرها، وجميع جوارحها، مستبشرة بذلك، فرحة موبلة.. محتملة لما فيه مكروهها، وألمها، وثقلها وغمها.. حتى دفعتها عنك يد القدرة، وأخرجتك إلى الأرض.. فرضيت أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتضحى وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بأرقها.. وكان بطنها لك وعاءً، وحجرها لك حواءً، وثديها لك سقاءً، ونفسها لك وقاءً، تباشر حر الدنيا وبردها لك، ودونك..فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه… امي ان كنت قد رحلتي عنا جسدا” فلن ترحلي عنا ذكريات لا تزال صورة وَجْهَك الجميل تطوف حولنا في كل صباح ومساء وكأنك على قيد الحياة نعم يا امي انت لم ترحلي عنا أمي وسيدتي ووالدتي ومربيتي العزيزة لا تزال آثارك في كل مكان … في قلبي … في ذاكرتي في كل زاوية من زواية الْبَيْت … في كل ما هُو جميل في حَيَاتِي … كم وكم وكم أتمنى ان أراك كل يوم أسمع صوتك تتوجهين إلى ألله وتدعين لي ولأخوتي بكلماتك الفطرًوية البسيطة التي يرتلُها قلبك الكبير الحنون العطوف… أمي العزيزة لا تزال صورتك معلقة في ذهني منذ رحيلك لن تفارقني … فكلما ألّم بي خطبٌ أو تعرضت لمشكلةٍٍٍ انزوي الى مكان بعيد عن أنظار النَّاس وأنظر إلى صورتك المُعلقة في ذهني أحاورها بلغة القلوب المنكسرة عسى وان اسمع نحيبك وأرى دموع عينيك تتساقط تلك الدموع الَتِي طالما سالت من أجلنا وفي سَبِيل ان نكون ونعيش ونكبر ونتعلم .كم انا مطعش لرؤية وَجْهَك الجميل و لصدرك الدافىء و الى يدّيك الملائكتين والدتي العزيزة لم يفارقني الشعور باليتُم رغم بلوغي من العمر الأربعة والثلاثون … أمي أيتها الجندي المجهول الذي قاتل محن ومصاعب الدُنيا من اجل ان يحقق لنا طموحنا ومستقبلنا …وَهُو يحارب الظروف الصعبة قرابة ستين عاما” بسلاح الصبر وتحمل الاذى ولوعة المعانات لكنه قرر أن لايهُزم وأن ينتصر فأنتصر وأنا جزء من ذلك النّصر وشاهد أثبات على جهاده… امي لولاك لما كنا كنت عطاءا” لم ينفذ ومشروع تضحية يستحق التأبين طالما تحملتي من أجلنا الآلام والمحن والمصاعب لا زلت اتذكر تلك الأيام الصعبة التي كنّا نعيشها أيام الحرمان والظلم والتهميش ورغم صعوبتها وقسوتها الا انها كانت ايام جميلة بحضورك ووجودك معنا أمي العزيزة شكرًا لك على تلك التربية التي ربيتيني عليها وحري بنا أن نفخر بك وأن نبكي لفقدك وأن نتذكرك في كل محفل وفي كل نجاح يوفقنا إِليه الباري سبحانه وتعالى عزوجل والدتي لا أملك إلا الدموع وقراءة آيات من الذكر الحَكِيْم اُهديها لروحك .تحية” للسيدة الأولى المجاهدة سيدة نساء العالمين مولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام والى ام البنين ام العباس وإخوته الأبطال و… تحيةً لأمهات الشهداء تحية” لكل أم .