يتداول في المجتمع العراقي الكثير من الحكايات عن الغيرة العراقية ولانريد هنا أن نثبت أو ننفي ذلك فهناك الكثير من المواطنين العراقيين الذين يتميزون بهذه المنقبة, لما تربوا عليه من تربية دينية واجتماعية تشجع على كل خصال الخير , في المقابل هناك ايضا الكثير ممن لايحملون الغيرة بل ولايأمنون بها وشعارهم أسرق من السفينة قبل أن تحترق. اليوم المصطلح واعني الغيرة العراقية يتداول في كل المجالات بدءا من الرياضة العراقية المصا بة بأمراض لاحصر لها , الى كافة مفاصل الحياة الاخرى, فالفرق العراقية التي تشارك في البطولات الدولية دائما تستعد قبل أنطلاق المنافسات بأيام وحين تسأل المدرب أو رئيس الاتحاد لآي لعبةيكون جوابه الدبلوماسي صحيح أن أستعدادتنا متأخرة الاأننا سنلعب بالغيرة العراقية وحين تشرح له مافعلته الفرق الاخرى من أختبارات وأنشطة لرياضيهيا
يرد عليك ويقول أخي الغيرة العراقية ستقول كلمتها, وتأتي النتائج بعد ذلك مخجلة,
تذهب الى دائرة مهمة بتقديم الخدمات للمواطن فيأخذك المتحدث الرسمي بأسمها وهو يقول أن ملاكاتنا تعمل ليل نهار من أجل راحة المواطن فيلج في فمك السؤال كيف تقدم خدماتها في الليل في هذه الاجواء الامنية الصعبة فيرد عليك خوية مادام الغيرة العراقية موجودة لاتخاف على هذا الشعب , يلجمك الجواب رغم معرفتك بأن هذه الدائرة تعاقدت مع شركات أجنبية للتنظيف ,تذهب الى السياسين العراقيين فتسأل جميع الكتل السياسية بلهجة عراقية خويه يمته تتفقون فيكون جوابهم الجماعي راح نتفق قريبا مادام الغيرة العراقية موجودة أطمئن.
أما لماذا لاتسطيع أن تفند رأي هذا المسؤل أوذاك حول هذه الكلمة صاحبة المفعول السحري فهو الخوف من أن تتهم بأنك غير وطني , ولاتعرف الموروث الحضاري للشعب , بل وسوف تجرك هذه التهمة لتهم أخرى لم تفكر بها أطلاقا , منها على المثال بأنك تحاول أرجاع عجلة التقدم للوراء وربما تكون ورائك أجندات خارجية وداخلية , وقد تكون مصاب بمرض نفسي يستدعي أيداعك داخل مصحة الشماعية ,
أتمنى من القلب أن لايدخل هذا المصطلح الضبابي رواق الثقافة العراقية لان دخوله يعني أنهيار أخر قلاع حلم المثقف العراقي , المثقف الذي لازال يعيش وهم النخبوية المندثرة تحت أوجاع بغداد التي أصبحت بفعل الغيرة أرملة العواصم العربية …