26 نوفمبر، 2024 3:47 م
Search
Close this search box.

الغنوشي يُدافع عن صهْره

الغنوشي يُدافع عن صهْره

هناك حساسية مفرطة للغاية عند الجماهير من استغلال الرموز الكبار لنفوذهم وتقديم أقربائهم وأنسبائهم على غيرهم من الناس ..!!
واهمٌ من يتصور أنّ تعيينه لنجله أو صهره أو قريبه في منصب فهم سيتلقاه الناس بالقبول .
انهم يعتبرونها ممارسة مذمومة قَدّمت (القريب) على (الغريب) ، وأغمضت العيْن عما يمتلكه البعيدون من كفاءات ومؤهلات لشغل المنصب المذكور..!
ويوم كنا نعيش في لندن – كمعارضة عراقية للدكتاتورية المقبورة – كان الشيخ راشد الغنوشي – يعيش فيها ايضاً ،كرمز من رموز المعارضة التونسية لزين العابدين بن علي – .
ولا أنسى أنه – وجماعته في حركة النهضة – كانوا يرفضون التنديد بطاغوت العراق ، بحُجّة أنه ضد أمريكا ..!!
وهو لم يكن في الواقع ، الاّ صنيعة أمريكا الا انه تمرّد عليها فَقَلَبت له ظهر المجن ….
وقد حضرتُ مؤتمراً لأحد أطراف المعارضة العراقية، كان قد عقد في احدى قاعات لندن المعروفة ، فسألت صديقاً من تلك الجهة ، كان الى جانبي ، عن الذين سيتحدثون في الملتقى .
فقال :
وعدنا الغنوشي أنه سيشارك ، وعدّه ضمن الاسماء التي ستشارك في الملتقى ، فقلتُ له على البديهية مازحاً :

إيّاكَ أنْ تفرح (بالغنوشي)
                   فأنّه عند الوعود (موشي)
وكنت أحدسُ أنه لن يحضر ، باعتبار ان الجهة العراقية المقيمة للمتلقى ، معارِضة للتكتاتورية الظالمة الغاشمة التي كانت تحكم العراق بالحديد والنار…
وهكذا كان ….
لم يحضر الغنوشي ، ولم يشارك في الملتقى .
لقد عاد الغنوشي الى تونس وسلطت عليه الأضواء بعد أنْ، حظيت حركته بما حظيت به ، اثر سقوط “زين العابدين بن علي ” ولكنها لم تستطع احراز النجاح ..!!
لابل قد دخلت اليوم في مرحلة المساءلة ، ووجهت اليها أصابع الاتهام بسبب قضية فساد ضد (رفيق عبد السلام ) – وزير الخارجية السابق – والقضية تتعلق بمنحة مقدّمة من الحكومة الصينية تبلغ مليون دولار .
ان الشيخ راشد الغنوشي نفى ان يكون قد تدّخل لصالح ان يكون صهره وزيراً للخارجية .
وأكدّ أنَّ صهره برئ مما اتهم به من فساد …
كما أنه نفى ان يكون صهره فاقداً للمؤهلات والمقومات الدبلوماسية التي تجعله قادراً على النهوض بمسؤولياته – كوزير للخارجية –
وقال عنه :
( انه رجل كفء ، وما كان ليوضع في منصبه الا بعد مشاورات داخل حركتنا والتصويت عليه ، كشأن باقي الوزراء …)
ولا نريد ان ننقل ما قاله بالكامل ، لان فيه الكثير من الإطناب ، الذي أراد به ابطال الشك والارتياب، ونترك للتونسيين وحدهم ، حرية الحكم على المحاولة بالفشل أو النجاح .
أما الذي يهمّنا جميعاً فهو التأكيد على أنَّ الانحياز للأقرباء والأنسباء، على حساب باقي المواطنين ، لن يقود الاّ الى نتائج سلبية فظيعة تبقى تبعاتها تلاحق المنحازين الى يوم الدين .
[email protected]

أحدث المقالات