ستة اشهر بالتمام والكمال والسيد الغنوشي يحاول المرة تلو الاخرى في ان يخرج من حالة الجمود حيث وضعه بها رئيس الدولة ,لم تثمر أي من مساعيه المحلية من خلال التظاهرات التي قادها لزعزعة الامن والاستقرار, والخارجية من خلال دعوته الاجانب للتدخل في الشؤون الداخلية لتونس, شاهدناه في وضع مزر امام البرلمان وكانه يودعه الى غير رجعة, لم يكفه انه مكث على صدور التونسيين لعقد من الزمن, لم يشارك في الثورة بل امتطى ظهرها, ملك متوج خلف الكواليس يدير دفة الحكم, وإن تظاهر بالطيبة والتدين والحرص على خدمة الشعب.
حاول عبثا ان يحي البرلمان المجمد الذي اصبح من الماضي مجرد مبنى خاو على عرشه, تحرسه الاجهزة الامنية خوفا من ان تمتد اليه ايدي الاخوان العبثية من عمليات تفجير او حرق متعمد, لم يستجب لدعوته سوى بني جلدته من حزب النهضة وتيار الفاقدين للكرامة وقلب تونس الفاسد, وبعض المستقلين الذين يحاولون مجاراة الغنوشي وصحبه, رغم الياس الذي يصيبهم ,لم يعد لهم مكانا في بلد يحاول الانتقال سلميا الى مرحلة جديدة ينعم فيها بالخير والامن.
غالبية الاعضاء المجمدين لم يستجيبوا لدعوة الغنوشي, ليقينهم التام بان ما اتخذه الرئيس سعيد كان في خدمة الوطن وتجنيب الدولة السقوط في الهاوية ,انهيار الاقتصاد وازدياد البطالة وافلاس الخزينة العامة ومحاولة تركيع الشعب للاستدانة ن البنك الدولي, بعض النواب اعلنوها صراحة ان على رئيس الدولة ان يحل البرلمان الذي لم تعد له قيمة, والإسراع في تغيير الدستور ونظام الحكم من خلال الاستفتاء الشعبي والقانون الانتخابي.
غالبية الشارع التونسي لم تعد ترغب في النظام البرلماني الذي افسد الحياة السياسية في البلاد خلال عشرية مظلمة, جلبت الفقر وادخلت البلاد ضمن التنظيم العالمي للإخوان الذي اصبح منبوذا في العالم وتعمل الدول المتحضرة على تجميد نشاطات اعضائه.لهول ما ارتكبوه من اعمال اجرامية بحق البشرية.
ربما تباطأ الرئيس قيس سعيد في عمل الاصلاحات اللازمة والخروج بالبلاد من المأزق المتراكم بفعل من توالوا على حكم تونس بعد الثورة, لكنه يدرك جيدا ان القرارات المدروسة وان تأخرت تؤتي اكلها وسينعم الجميع بخيرات الوطن ويحدث التغيير الذي يرتئيه الشعب, الذي ملّ! غالبية الطبقة الفاسدة, نتمنى على الرئيس سعيد وطاقمه ان تتم محاكمة كل من تورط في اعمال الفساد المالي وجرائم تجنيد الشباب التونسي وارساله الى بؤر التوتر في المنطقة عبر تركيا الراعي الرسمي للإخوان المسلمين وكشف النقاب عن الجهاز السري لحركة النهضة ومعرفة قتلة شكري بلعيد والبراهمي, لتطمئن قلوب ذويهم وينال المجرمين جزاء ما اقترفوه.
اللقاء الافتراضي يبحث الغنوشي من خلاله عن الشرعية المفقودة التي ضاعت بجرة قلم رئيس الدولة, الحريص والامين على الشعب وممتلكاته, يطالبون بالشرعية وهم يدركون ان شرعيتهم قد انتهت بمجرد خروج الجماهير في مظاهرات عارمة مطالبة الطبقة الحاكمة بتحسين الاداء,لكنهم لم يكترثوا لمطالب الشعب المحقة, فكان التجميد اخف الاضرار.
السيد الغنوشي وصحبه الأشرار, لم يعد لديهم شيئا يجمّلون به صورهم ,فعلوا كل ما في وسعهم لإذلال الشعب, وتسفيه مراسيم رئيس الدولة, واعتبار ما قام به انقلابا.
عاش الشعب التونسي حرا عزيزا ابيا.