واجه زعيم حركة النهضة التونسية انتقادات كثيرة جدا جراء قيامه بزيارة مفاجئة للزعيم التركي رجب طيب اوردوكان ، والمعروف ان الغنوشي هو من قادة التنظيم العالمي لجماعة الاخوان المسلمين ، وان اوردوكان هو زعيم حزب العدالة والتنمية وهو ايضا جزءا لا يتجزأ من حركة الاخوان المسلمين ، غير ان المثير للدهشة هو مسألة التوقيت الذي اختاره الغنوشي بالتزامن مع التدخل التركي في لبيبيا ، وقد نقلت وكالات الانباء عن اجتماع الرجلين اجتماعا انفراديا ، اخاف التونسيين من ان يجر هذا الاجتماع حركة النهضة ومن ورائها تونس للصراع الدولي في ليبيا سييما وان قطر الإخوان تتدخل الى جانب تركيا في الحرب الدائرة في ليبيا ، وأن مصر نتيجة لوجود الحدود الطويلة مع ليبيا تخشى من تمدد العصابات الإرهابية المسلحة التي تؤييدها حكومة السراج المعترف بها دوليا والتي مقرها في العاصمة الليبية طرابلس،
ان وقوف الرياض وأبو ظبي والقاهرة الى ان جانب الجيش الليبي بقيادة حفتر يشكل جبهة ضد الاخوان المسلمين والعصابات المسلحة التي تتحالف معها في الكثير من دول الساحل والوسط الإفريقي . وهي حرب مفتوحة الجوانب والاحتمالات ، وربما يكون الغنوشي وحركة النهضة جزءا منها ، وهذا ما لا يرغب به التونسيون ، واليوم المعارضة شديدة لكل خطوات هذا الزعيم الاسلامي وانه صار موضع الشك امام المتغييرات التي تعصف في النمطقة والتي تحاول اوربا لملمة هذه الحرب لانها مرشحة لان تكون حرب عالمية مصغرة ، تقف عندها وريثة الدولة العثمانية وحكومة طرابلس من جهة ، ودول ساحل اوربا الجنوبي ومصر والسعودية والامارات من جهة اخرى ، أما قطر فهي لموقف تركيا منها إزاء أزمة الخليج فإنها تقف موقف الأتراك دون سابق تفكير.