18 ديسمبر، 2024 7:15 م

الغمامة / قصة قصيرة…

الغمامة / قصة قصيرة…

بتنا نمضغ وجعنا، نجتره عله يُهيد واقع تسربل البؤس فأحاله هلكة لماضغه، لا تتصور أبدا أنك تحيد عن المنزلق الذي رُسم لك، لقد علمتني الدواهي ان العيش في زمن التأوهات هو طموح أمثالك… ما رتق فتق بمخيط وخيط صوف إلا تبرئة لمن فتقه، فالجراح قد تندمل غير أنها تترك أثر الخيبة التي مُنِيَ بها من حاطته الغيرة على حق نُفي الى عصر الجليد… حيث لا جبهة تتصبب و لا إنفعال يستنفر…
موحل المستقبل.. هذا كل ما يمكنك ان تتوقعه من وطن يُشَرِع الموت والحياة طبقا لدستور فئات حروف ابجدية، لقد علمهم الولاء ان ينيطوا بواجب الخالق حيث يوزعون الأرزاق كيفما ترتأي لهم الاستمراية بالخلود… أنا أحيي وأميت مثلما أُغني وأُفقر ذاك هو الشعار السائد، أما ما تحت العرش عبارة عن قرابين و نُذر، لا ترهق نفسك وتهرق دموعا تحجرت فباتت تثقل أجفان رمت برموشها كي تبيح للتراب ان يعميها عن رؤية واقع أجرب، ما لك!! ألا تفقه القول؟
لا تحرك رأسك وتسمع نفسك الحوقلة فما أظنها تفي بالغرض، لقد تعودت أن أرى أمثالك هناك حيث المخصيين بإرادتهم، بعد ان يستفرغوا كل جعبهم من أفكار حثوا على انها قد تغير المستقبل لكنها جوبهت بجدار التحزب الذي سوق عناوين… المستقبل هدفنا، طموحنا.. ولكن؟ تلك هي المعوق الأساس اللا كن فلا تعبث بما ليس لك به من دراية فالميزان أعمى والعدل يحدده من يخطيء ولا يصيب، الى جانب من وضع الغمامة على العدالة… كيف لها أن تتحق وهم يؤمنون أنها عورة؟ بل ما هي سوى متعة لغريزة متحيون؟
يا هذا لا تعول على ما يمكنك أن تفهمه فعالم الغاب الذي تعيش هو من عليك ان تسوقه حتى وإن رفضت الإنصياع لمروجيه، لا تثقلني بما جاء في الكتب المقدسة والحق والباطل بأنه كان زهوقا.. إعدل عن ذلك وكف دندنة ببوقك المثقوب، ديدن الأرض أن تدور كما قُدر لها، فلم لا تسقط من يقف على حافة ليست مستوية فإن هضمت السؤال وحللت لغزه عندها يقينا تعي بأنك ما خلقت إلا وهما مع الكثير من الاوهام الأخرى التي ألزمتك البقاء حيا كي تفعل شيئين إما تفسد في الأرض أو تكون ربا دنيويا للفاسدين… لا ورع ولا تُقى إنها خلاصة زمن حافات المياه حيث يلجأ من يظن أنه يمسك سيف الخلاص من الطغيان يريق الدماء يقطع الزمن الى شظايا وحين يستوفي غرضه يجد نفسه لا يعيش إلا على سفك الدماء فيعيد الكرة من نال من عدالته العمياء، إنه عالم يكتنفه الغموض وإن كشطت علامات ما يسمى الغيب، فعادة ما أقولها: إذا أردنا أن نقتل السؤال بقطع رأسه سنحوله لاشك الى علامة تعجب؟ فأبقى فاغرا فاك علامة تعجب كالذين يتطافرون تهليلا على من يتصارعون حتى الموت في حلبة كالحيوانات.. متناسين أن دورهم سيأتي، إننا نعيش لعبة الموت بإرادتنا، ننعق كالغربان حين نغرد في الصباح، نتأزر السواد في ظلمة الليل أستحياء من بياض أبلج يشع برائحة الفجور الذي نصر على أنه من واجبات الدين… لا تثقل كاهل الموت بإرداف من ترقص عارية في جوف جهنم… سنتراقص شئنا أم ابينا فذلك المعول يا سيدي ما دمنا نؤمن بأن بالفحولة مقياس للرجولة، وإن العدالة تمسك بها إمراة معصوبة وسيف مشحوذ مطلي بالرحمة… إن قوانين الطبيعة متغيرة فحالك وحالي وحال من نُسقِيهم العدل عصير عنب مصفى هو ما ينشده من دس في أفيون اللاوعي.. كثيرا ما تساءلت لم الثور يدور حول الساقية دون ان يكلف نفسه برفض واقعه الذي سأمه لاشك؟ فتلك القطعة من الغمامة التي احتال بها الإنسان عليه جعلت منه مطواعا، جل همة ان يجتر ويمشي حيث اللانهاية محققا بظنه وغريزته انه سيصل الى نهاية المطاف غايته حيث يتوقف الى الابد.. هكذا هي السلطة لكم، فأنتم كالثور مناط بكم أن تحققوا طموحات ليس لكم منها سوى الدوران في حيز ضيق، يا هذا تُغرَس فيكم الطاعة بما تجتروه فكرا الحاكم والطاعة، وأولي الامر، الملك السلطان وهلم جرة.. تحلمون أنكم ستصلون الى خط يكون بداية للنهاية وتتناسون أنه سيكون بداية لهم ونهاية لكم… يا لسخرية من ركبت معه كعمر تَسيدني دون ان يعي أني أحجية متاهة ما أن تحيط به لن تستطيع معي صبر… هكذا قال العبد الصالح الى موسى بعد أن أحيط بعلم لم يحط به نبي لله… إن ما نعول عليه واقعا أظنه لا يفي بما نحيط به من علم…
لعلي لا أستهجن حقك حين أنصحك بأن تجتر وجعك، طموحك، أفكارك، أشير عليك بأن تطلب ممن يمسك بمقدراتك ان يزيد في حجم الرقعة التي تغطي عينيك لتعيش حلمك اللا منتهي بالخلاص حتى تقوم الاجداث.