الحروب تعبيرات هستيرية عن إنفجارات غضب عارمة , وكلما زاد عدد البشر تأججت مواطن الغضب وثارت كالبركان.
إنها علة سلوكية لها علاقة معقدة مع نزعات التراب وإرادة الأرض , وسلطة الدوران القابضة على الموجودات.
وهذا واقع تفاعلي مرير عرفته البشرية منذ عصور , وكأن الحروب من ضرورات البقاء وتواصل الحياة وفق منطلق جديد.
وعليه فأن الحرب الكبرى واقعة لا محالة , وجسامتها ستتناسب طرديا مع عدد سكان الأرض , مما يعني أن خسائرها ستكون غير مسبوقة.
فمن المعروف أن التقدم في صناعة الأسلحة الفتاكة بلغ ذروته وتجاوز حدود المعقول , وسيكون القرن الحادي والعشرين من أبشع القرون وأفظعها إجراما ومحقا.
فالأوضاع بمعطياتها المتنوعة تشير إلى المسيرة الإنحدارية , التي تقودها قوى مدججة بالأسلحة النووية , وما بعدها من ترسانات الويل والوعيد الخارق.
ويبدو أن العديد من المجتمعات الغير قادرة على تصنيع سلاحها وإمتلاك قدرات المواجهة والصمود , ستكون الضحية الأولى لهذه التداعيات المروعة , خصوصا وأنها غير قادرة على إنتاج طعامها , والحفاظ على كيانها القويم , وتتلهى ببعضها , ولديها المؤهلات لتكون عونا للطامعين بها.
ترى هل ستتقهقر البشرية قرونا إلى الوراء؟
هل ستعود الدنيا إلى بداياتها؟
هل سيباد خلقها وتخمد أنفاس عالمها المعاصر؟
البعض يرى ما يرى , لكنها أسئلة أجوبتها في بطن الغد البعيد القريب.
فهل كل من عليها فان؟
وهل أن الأرض ستتخلص من حملها؟
كأن الشر سلطان والبشر شيطان!!