22 ديسمبر، 2024 12:30 م

الحروب تعبيرات هستيرية عن إنفجارات غضب عارمة , وكلما زاد عدد البشر تأججت مواطن الغضب وثارت كالبركان.

إنها علة سلوكية لها علاقة معقدة مع نزعات التراب وإرادة الأرض , وسلطة الدوران القابضة على الموجودات.

وهذا واقع تفاعلي مرير عرفته البشرية منذ عصور , وكأن الحروب من ضرورات البقاء وتواصل الحياة وفق منطلق جديد.

وعليه فأن الحرب الكبرى واقعة لا محالة , وجسامتها ستتناسب طرديا مع عدد سكان الأرض , مما يعني أن خسائرها ستكون غير مسبوقة.

فمن المعروف أن التقدم في صناعة الأسلحة الفتاكة بلغ ذروته وتجاوز حدود المعقول , وسيكون القرن الحادي والعشرين من أبشع القرون وأفظعها إجراما ومحقا.

فالأوضاع بمعطياتها المتنوعة تشير إلى المسيرة الإنحدارية , التي تقودها قوى مدججة بالأسلحة النووية , وما بعدها من ترسانات الويل والوعيد الخارق.

ويبدو أن العديد من المجتمعات الغير قادرة على تصنيع سلاحها وإمتلاك قدرات المواجهة والصمود , ستكون الضحية الأولى لهذه التداعيات المروعة , خصوصا وأنها غير قادرة على إنتاج طعامها , والحفاظ على كيانها القويم , وتتلهى ببعضها , ولديها المؤهلات لتكون عونا للطامعين بها.

ترى هل ستتقهقر البشرية قرونا إلى الوراء؟

هل ستعود الدنيا إلى بداياتها؟

هل سيباد خلقها وتخمد أنفاس عالمها المعاصر؟

البعض يرى ما يرى , لكنها أسئلة أجوبتها في بطن الغد البعيد القريب.

فهل كل من عليها فان؟

وهل أن الأرض ستتخلص من حملها؟

كأن الشر سلطان والبشر شيطان!!