23 ديسمبر، 2024 10:49 ص

قال الله تعالى في كتابه الكريم :
﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾
سورة الأعراف الآية الخامسة والثمانين
نهى الله تعالى عن الغش في الكتب المقدسة جميعا وفي الحديث القدسي كما نهى عنه الانبياء والمرسلين والائمة الاطهار عليهم السلام.
وتجنب الغش وعدم العمل به احدى الفضائل الاخلاقية التي يتميز بها ذوي الاخلاق من البشر. يقولون ان الدودة تتحول الى فراشة ولكن الانسان المفسد يتحول بإفساده الى دودة.
الغش بالكسر في اللغة: نقيض النصح، يقال: غش صاحبه: إذا زين له غير المصلحة، وأظهر له غير ما أضمر، ولبن مغشوش: أي مخلوط بالماء.
كلمة الغش في سياقها المعجمي، تظهر لنا أنَّ اللفظة متضمِّنةٌ جملةً من المعاني: إظهار خِلاف ما يُضمَر، عدم تمحُّض النصيحة، المشرب الكدر، الغل، الحقد، الكدر المشوب، الظلمة، الخلط .
الغش اصطلاحا, تتعدَّد رسومُه التعريفيَّة بحسب تنوُّع التخصُّصات واختِلافها؛ فهو في الاصطِلاح الشرعي: ما يُخلَط من الرَّدِيء بالجيِّد، أو نشرُ السوء وبثُّه على حساب الخير، وفي الاصطِلاح التربوي: عمليَّةُ تزييف لنتائج التقويم، أو هو محاولة غير سويَّة لحصول الطالب على الإجابة من الأسئلة باستِخدام طريقةٍ غير مشروعة، وهو في اصطِلاح علم الاجتماع الإسلامي: ظاهرة اجتماعيَّة منحرفة؛ لخروجها عن المعايير والقِيَم الشرعية، ولما تتركه من آثار سلبيَّة تنعَكِس بصورة واضحة على مظاهر الحياة الاجتماعيَّة في المجتمع، وبالجملة: الغشُّ يُعتَبر سلوكًا غيرَ أخلاقي وغيرَ تربوي، ينمُّ عن شخصية غير سويَّة وليست ناضجة، وهي تعكس الخللَ التربوي وضعفَ الأثر الشرعي في نفسية صاحبه..
لو رجعنا الى الشرع نجد أنَّ من مقاصد الشرع تعبيدَ الناس لرب العالمين، وكما يقول الشاطبي: “المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلَّف من داعية هواه، حتى يكون عبدًا لله اختيارًا، كما هو عبد لله اضطرارًا”
ومقتضى هذا المقصد التِزام الشرع المطهَّر في المعتقد، والعبادة، والمعاملة، والخُلُق، والأدب، ولا شكَّ أنَّ من أعظم وظائف الإنسان الذي هو خليفة الله تعالى في الارض ما نصَّ عليه المولى – سبحانه – في كتابه الكريم في كثير من الآيات المباركة:
﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾
[البقرة: 151]
﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ﴾
[آل عمران: 164]
﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾
[البقرة: 129]
ولهذه الآيات المباركة دالَّة على الارتِباط بين التعليم والتزكية كما هو ظاهر من منطوقها؛ لهذا كان من مقاصد الشرع تزكية النفوس، وعدَّه بعض أهل العلم من المقاصد الكليَّة العُليَا؛ فيكون أسوة بمقصد التوحيد وهذا يوضح اهميته البالغة، فالقيام بأي عمل خلاف التزكية والتربية يُعتَبَر نشازًا وانحِرافًا عن الجادَّة والسبيل، ومن أفراد هذا الانحِراف ما شاع بين طلبة العلم في المدارس والثانويات من إخلال بأمانة التعليم، وخروجٍ عن سبيل التربية التي تُعَدُّ مقصدًا من مقاصد القائمين على مسالكها ومناشطها، ومن أعظم مظاهر الإخلال ما نلمَسُه من انتشار ظاهرة الغش بين طلابنا بصورة جليَّة ما دعا القائمين على العملية التربوية بذل جهود مضاعفة في مراقبة قاعات الامتحانات والتفنن في طرق التفتيش تبعا لتفنن طرق الغش ووسائله الحديثة كالهواتف النفالة وسماعات الاذن واضحت اعداد حالات الغش تتزايد يوما بعد يوم، ولا يتوقَّف الأمر في انتشار الظاهرة السوء هذه على مدارس التربية والتعليم، بل شملت المؤسسات التعليميَّة الأخرى؛ كالجامعات والمعاهد العلمية والتقنية؛ وعليه لا بُدَّ من الوقوف في وجه هذه الظاهرة، وتكثيف الجهود من أجل القَضاء عليها، ولا شكَّ أنَّ من الوسائل المُعِينة إشاعةَ الثقافة الشرعيَّة في الأوساط التعليميَّة والتربويَّة بشتَّى صُوَرِها،
بعد كل ذلك نتساءل هل نعيش اليوم الحالة الاجتماعية الصحيحة التي تسمو بمعاملاتنا اليومية وتنزه عن هذا الداء الوبيل سواء في ذلك الافراد والمجتمعات الاسر(الاب و الام) القدوة التي يقتدي بها الاولاد عماد المستقبل ثمرة الحياة كذلك الاخوة والاخوات والاقارب والمدارس والدوائر والمنظمات.
الاسرة التعليمية …
الدوائر والمؤسسات…
العاملون في مختلف مجالات الحياة (الاعمال الحرة)
المعاملة مع البيئة والتزام المحددات البيئية التي تضمن السلامة العامة..
علامات استفهام كبيرة يطول تسلسها
هل يوجد ادنى فرق بين من يعطي تقارير وهمية في ساحة المعركة او دائرة خدمات او سوق بيع وشراء او تقرير احصاء لا يعتمد الدقة او ترويج لأعمال غير حقيقية.
اليكم هذه الصور:
وقع المهندس المعماري على صلاحية المواد الداخلة في البناء دون كشف مسبق ….!!!
رفع الموظف تقريره الشهري متضمنا اعماله الكثيرة التي لم يكلف نفسه انجاز 10% مما تضمنه التقرير…!!!
عرض البقال الخضر والفاكهة وحرص على وضع جيد الثمار اعلى الصناديق وما تلف منها في الاسفل مستغلا غفلة الزبائن …!!!
دخل المعلم الصف متثاقلا والقى بضع ملاحظات حول الدرس ثم طلب من التلاميذ ان يلزموا الهدوء بينا هو يجلس متكئا على قاعدة الطاولة مستغرقا في حديث تلفوني خاص تناهى الى اسماع الطلاب كثيرا من المفردات التي لا تنسجم وقدسية الدرس… !!!
اعلنت المؤسسة حاجتها لعدد من العاملين وقدمت للمدير قائمة بالأسماء فاختار منها قبل اي اجراء عدد من الاسماء غير آخذ بنظر الاعتبار المؤهلات او الشهادة او الاختصاص …مؤهلهم الوحيد توصيات خاصة من جهات متنفذة…!!!!