23 ديسمبر، 2024 10:24 ص

تكافح بلدان العالم التي تحترم نفسهاظاهرة الغش في الامتحانات بكافة الوسائل الممكنة,فان لم تفلح استعانت بتجارب دولة اخرى قد سبقتها في هذا المضمار,فالصين التنين الاصفر الذي حجز له مقعد مع كبار العالم,قرر استخدام طائرة مسيرة لكشف الغش الالكتروني على ضوء برنامج مخصص لذلك,كما استعان مصر بشركة صينية متخصصة لمعالجة هذه الظاهرة الشائعة في المجتمع المصري.
يعاني المجتمع العراقي من عدم الاستقرار,وضياع وسائل ضبطه,وشيوع حالات الانفلات ,ولا قانون,فكان توسانامي الغش قد اكتسح وزارة التربية بشكل مخيف وبمباركة منها ومن القائمين عليها,لان الطلبة من محافظة(س)او(ص),او طائفة الوزير,او الوكيل ,او نائب,او مسوؤل ما,وللاسف انتقل وبسهولة تامة الى الجامعات العراقية فضاعت هيبة الاستاذ والمكانة العلمية للجامعات العراقية حتى انها فشلت في الدخول الى التصنيف العالمي او حجز مكان لها في تصنيف الجامعات العربية, فالغش مرض خطير ، فإذا لم يتم استئصاله في الحال ،يتمكن من صاحبه فيلازمه على مدى الحياة ، وهذا ما يلاحظ في الامتحانان المهنية بحيث أن المرشحين على كبر سنهم يغشون طمعا في الترقية ،غير مكترثين بالقيم الأخلاقية والتربوية والاجتماعية والوطنية.
لا يمكن أن ينتج الغش إلا أفراد وصوليين انتهازيين ضعاف الشخصية ،مستواهم التعليمي متدني ، فاقدي الثقة في أنفسهم، فكيف يوثق بهم ويعتمد عليهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك؟!
تتنوع وسائل الغش مابين الورقة المصغرة الالكترونيا او استخدام(مساحة او قلم او كلن ساو المسطرة او الكتابة على الملابساو استخدام شفافة صغير جدا لا يمكن رؤيته),بعد الثورة الالكترونية وفتح الحدود على مصرعيها وانعدام الاخلاق لدى الكثير من تجار العراق او انتشار الفساد وغياب الضمير وحب الوطن و البحث عن الربح السريع لاسيما بعد ان اصبح ضرب الوطن من قبل ابنائه غاية ووسيلة لتحقيق مارب سياسية, إن الوسائل الكثيرة والمختلفة التى يستخدمها الطلاب فى المدارس ويحصلون بها على أعلى العلامات التى لا يستحقونها فإنها لا تختلف عن السرقة فالغشاش شأنه شأن السارق الذى يأخذ ما لا يملك ولا يستحق فهو يأخذ جهد غيره لينسبه لنفسه ولا نؤيد الوسيلة التى حصل بها على المعلومات والأفكار فالغش بالأوراق المكتوبة أو بالكلام المتبادل بين الطلاب أو بالتليفون المحمول كله فى النهاية يصل إلى غاية واحدة وهى الحصول على ما ليس من حقه.
دخلت وسائل الغش الالكتروني(سماعة صغيرة جدا),التي تباع في مناطق الصناعة وساحة 55 والباب الشرقي ومنها توزع على مناطق البلاد.بل وصل الامور بمكتب واحد يحجز(25 الف)قطعة في يوم واحد,اذ وصلت أسعار (الصف السادس) الى مبالغ غير مالوفة(20_50)ورقة بحسب صعوبة المواد,وبسبب اداء الامتحان في الجامعات ووجود اجهزة تشويش(تعطل بمبلغ 3_5ورقة خضراء),استحدثت مكاتب الغش الالكتروني اذاعة خاصة تبث على موجه لمدة 2_2.5)يوم الامتحان,علما ان كل هذه الشركات والمكاتب تمارس عملها بشكل علني واحيانا بجماية مجاميع مسلحة او شخصيات متنفذة,مقابل اما مساعدة شخص او اشخاص او مبلغ مالي كبير.
لهذا تعاني الجامعات العراقية من تردي مخرجاتها المتخلفة جدا,والشهادة العراقية من عدم الاعتراف الا بعد اداء امتحان معادلة, والغش يعمل على تذمر التلاميذ النجباء الأكفاء من خلال سرقة امتيازاتهم وتأخيرهم عن مكانتهم المستحقة،وبالتالي لا نجد الرجل المناسب في المكان المناسب فتختل الحياة وتضطرب فيضعف المجتمع,أن الجميع على يقين بان التعليم قد غادر البلاد بعد الانفلات الاخلاقي والادبي والوطني والقانوني والشرعي والعرفي والانساني.