في زمن بعيد كانت لها حياة وكان لها بيت وتذكر انها عاشت في مدينة ,تلك المدينة شهدت سنوات طفولتها الاولى ثم اعلن الفراق.
اه….تأوهت واشتد بها الحنين والشوق الى مدينة فارقتها وبيت شهد طفولتها ولم يشهدا سنوات لاحقة من العمر بعد ذلك ..
راحت تناجي نفسها وتتساءل.
اين احبتي …؟ اي ارض تحتضن خطاهم…؟واي سماء تظلهم …؟ وهل ينشر القمر شعاعه عليهم او يلامس وجوههم الصبوحة…؟
احبتي …احبتي …ترى هل يأذن القدر بانتهاء هذا الفراق الطويل او يظل ابد الدهر فراقا نعبر طريقه بخطواتنا دون ارادة منا ولا امل لنا.
معصوبة عيوننا بغلالة الظروف والممكن واه ممن اوقد الشرر في الهشيم فاستعرت نارا لا تبقي ولا تذر.
احست بتلك النار تستعر في حنايا الضلوع فهتفت
ويلاه ما اشد احتراق الفؤاد …كم هو مؤلم احتراق دمي.
احبتي …والف سؤال وسؤال …والف فكرة…كم اود لو انني استطيع ان اعبر الذي حدث او احول دونه او افعل شيء ما يخفف وطأة ما اعاني.
ترقرقت دموع عينيها واستشعرت حرارتها فوق صفحتي خديها فرفعت منديلا تجففهما وكانت كلما جففت قطرات فاضت من العينين قطرات اخرى …
عادت تكلم نفسها …لم استطع ان افعل شيئا انني عاجزة …عاجزة بكل معنى الكلمة ولم اشعر بمثل هذا العجز من ذي قبل فهل اؤمل ابتساما لزمن بعد عبوس وهل رأيته يوما تغيرت صورته …محكوم يا قلبي بالحزن الابدي رضيت بهذا ام ابيت فانا قد عرفت بـ(الغريبة ),هويتك الابدية حزن وضياع فانت بلا هوية اذا ما كنت بغير حزن وكيف لا يكون الحزن هويتك وانت بلا وطن لك اسم يختص بك هو(الغريبة) ليس لك وطن فانت مشردة ,لاجئة, مطاردة, محكوم عليك بالجريمة التي لا تغتفر(البراءة) هي الجريمة التي تتوقف بها عتلة الميزان ميزان الحق والواجب وهي الورقة التي تدور بها اروقة المحاكم الدولية تحركها مواثيق وعهود على ان يكون لذوي المصالح والمطامع اراداتهم ومواردهم ولا يهم ان تهدر لأجل ذلك الدماء دماء البراءة ,اجل يستحقون ذلك لانهم هكذا خلقوا يحبون الحياة وينشدون للحرية ويحلمون بالسعادة ودون ذلك سيف الجلاد ورصاص القتلة وقنابل الارهاب .
تلفتت حواليها …كانت وحيدة لكنها خشيت ان يكون هناك ودون علم منها من وضع الة تكشف مقاطع ما تفكر به او عبارة حديث تحدث به نفسها متسائلة بينها وبين نفسها ايمكن ان يحدث ذلك …فأجابت نفسها لنفسها كل شيء ممكن في ظل الغربة والتشرد .
ورددت شفاهها… شوقا الى بيتي الذي تركت وسني طفولتي التي سرقت باسم حرب لا تنتهي وشعارات من السلام والاخوة والحرية ذبحت بها احلامنا وآمالنا ولم تكتفي الهة الحرب بانتصارها الكبير بتخريب المدن والاوطان لأن هدفها الاعلى هو تحطيم روح الانسان . انتصارها الكبير ان نظل ابدا نحمل ميسم براءتنا كأنه وشم عبودية مؤكدة .انتصارها الكبير اننا فقدنا احلامنا ولم نعد نبذر للأمل بذورا بعد ان داست جنازير جبروتهم حدائق كنا نريدها جنائن وارفة تحتضن الحياة.
اسمي (غريبة) او ادخل عليها الف ولام التعريف فادعني(الغريبة)انا هي المشردة في المنافي والمستضعفة في الاوطان والمعنفة في الاسر في كل زمان ومكان .
اسمي (غريبة )وان افنيت سني الحياة ابني في اي مكان نزلت فيه واي دار حللت شعاري شعار الضعفاء الغرباء مثلي ان اكون انسانا له الحق في الحياة وعليه اداء واجباته بإخلاص.
لأخي في الغربة اقول:-
عجبا بعد طول عناء تدور بنظراتك هنا وهناك تأمل عدلا في هذا العالم الظالم ومتى كان الحكم عادلا بهذا الزمن زمن الخديعة التي لبست وشاح الفضيلة, زمن الغدر الذي نشر راية الشجاعة ,زمن المجرمين الذين صاروا قضاة والابرياء الذين حكموا بجريمتهم الكبرى التي لا تغتفر الا وهي البراءة .
ايها الضائع كفاك ضياعا فعالمك هذا عالم الجريمة التي تشتد قساوتها ولا تؤتي فائدة ما رفعت من رايات وما انشدت من اناشيد الاماني ولا تغيرها ما تهمس من تعاويذ لتتقي الشرور…
مشكلتنا الكبرى اننا غرباء مشردون ضائعون مغيبون حتى وان كنا نعيش معا في اي وطن ……………