23 ديسمبر، 2024 6:57 ص

قبل أيام كنت أخلد للراحة في غرفتي وقد أغلقت الباب، وفجأة إنقطع التيار الكهربائي، وعم الظلام الدامس في الغرفة ، فشعرت بنوع من الإنقباض وضيق النفس فقلت : لعله عطل طارئ وستعود الكهرباء، لكنها تأخرت وبقيت ساكنا في مكاني لتذهب أفكاري بعيدا وكأنني مت، وتركوني في لحدي وحيدا، وكان المكان مظلم جدا، وبدأ الخوف يدب في أفكاري ، ماذا سيحدث! ماذا سيحدث! لحظات مخيفة هل سيأتي الملكان ويبدأ الحساب؟  رحمتك ربي إني أسالك أن تخفف علي سؤالهما .. لماذا لم يحظرا حتى الأن؟.

 بدأت أتحسس جوانب القبر : اللهم خفف علي ضغطة القبر ، أتحسس الجوانب إلا أنها لم تتحرك. وهنا بدأ الخوف يزداد ودقات قلبي تتسارع … حاولت أن أطمئن نفسي فقلت : إن الموالي لآل البيت عليهم السلام إذا مات يحضر عنده أمير المؤمنين ويأتي إمامي الحسين أو سيدتي فاطمة بضعة الرسول أحسست بالأمان عندما تلفظت هذه الأسماء الشريفة … تمر اللحظات سريعة ولم يأتي أحد منهم عليهم السلام .

ماذا يحدث لي! لماذا لم يحضر؟ الوقت يمر وسيأتي الملكان وستتحرك جدران القبر ، لماذا لم يحظروا . حاشاهم أن ينسوا مواليهم . إلا إذا .. إلا إذا .. إلا إذا ماذا؟ هل كنت مقصرا في حياتي، هل أسأت إلى أحد ربما، تذكر بسرعة يالهي قبل أيام نهرت رجل كبير وطردت طفلا يتيم ولم أقدم له مساعدة .. سبحان الله جاري الطيب سلم علي قبل أيام ولم أرد سلامه ، قبل فترة كانت هناك كسرة خبز على قارعة الطريق استنكفت أن أنحني وأبعدها عن الطريق ، ماذا فعلت بنفسي, كم كانت ستكلفني إبتسامة بوجه رجل كبير, وقطعة نقود قليلة تدخل الفرح في قلب اليتيم ورد السلام على جار طيب وإنحناءة بسيطة إحتراما لنعمة الله ، أمور بسيطة أبعدتني عن أدخل في الحضرة المقدسة لأنعم بنور آل البيت عليهم السلام.

 لحظات من الندم وحالة من الخوف والرعب لما سيحدث لي فبدأت أصرخ إلهي أعدني أعمل صالحا ترضاه . فجائني الجواب ( كلا إنها كلمة هو قائلها ) .

وفجاءة أيقظني ولدي من نومي فقمت مسرعا ودون أي حديث طرقت باب جاري لأعتذر منه  وأطلب الصفح والمغفرة