22 ديسمبر، 2024 11:56 م

الغرب والصراع العربي “الإسرائيلي”!

الغرب والصراع العربي “الإسرائيلي”!

سبق للفيلسوف “نعوم تشومسكيأن قال أثناء ردّه على سؤال حول أسباب تجاهل العالم لقضية فلسطين: بأن العالم الذي نعيش به يمنحك حقوقاً بمقدار قوتك ونفوذك وأموالك، والفلسطينيون لا يمتلكون ذلك!

ويبدو أن المقاومة الفلسطينية أرادت أن تؤكد للجميع بأن قوتها كافية للفت اهتمام المجتمع الدولي لقضيتها العادلة!

ومعلوم أن مواقف غالبية القارة الأوروبية قبل طوفان الأقصىكانت تساند إسرائيل وتتحدث بدبلوماسية مثالية بخصوص بفلسطين.

وبعد “الطوفان تغيرت المواقف الرسمية الأوروبية تدريجيا، نتيجة التعاطف الإنساني الواضح للشارع الأوروبي مع الغزاويين، ورفضهم للوحشية الإسرائيلية.

ورغم الضغوطات والتهديدات المنافية للديمقراطية الغربيةتابعنا مئات الفعاليات والمظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غزة، والرافضة للدعم الأوروبي لإسرائيل.

وعَمّت المظاهرات غالبية الدول الأوروبية وأبرزها في هولندا، وبريطانيا والنمسا، وألمانيا وإسبانيا والسويد والدنمارك وغيرها، وقد رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وحملوا نُعُوشا ترمز لشهداء غزة، وصورا توثق الوحشية “الإسرائيلية”!

وقد تراجعت بعض الدول الأوروبية عن مواقفها الرسمية المؤيدة لإسرائيل والمعارضة للمظاهرات والحقوق الفلسطينية، ولهذا وجدنا أن الكاتب البريطاني رو كيبريكاقترح، يوم 24/11/2023، في الغارديان البريطانية: أن يقود جو بايدن اعتراف واشنطن والدول الكبرى بدولة فلسطينية، كجزء من عملية دبلوماسية شاملة.  

وهنالك اليوم أكثر من 140 دولة تعترف بدولة فلسطين، بينها الدول العربية وروسيا والصين وتركيا وبولندا، وهنالك عشرات الدول التي لا تعترف بفلسطين وأبرزها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.

وحصلت فلسطين على صفة “دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة” في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 بتأييد أغلبية 138 دولة، وامتناع 41 دولة عن التصويت.

ويبدو أنه، ومع تغير معادلة الصراع العربي الإسرائيليبعد الطوفان، وجدت أوروبا نفسها بمواقف حرجةوحساسة، وربما ستعيد حساباتها وتعترف، مرغمة، بدولة فلسطين.

وتابعنا المؤتمر الصحفي المشترك بمعبر رفح، 24/11/2023، لرئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا حيث أكدا ضرورة “الاعترافبدولة فلسطين“!

وتتوالى هذه الأيام رَدّات الفعل الغربية المعارضة لهمجية إسرائيل، ومن ذلك تصريح عالم السياسة الفرنسي أوليفييه روا، يوم 24/11/2023، إن “إسرائيل تعيش جهلا مقدسا”!

بينما قال وزير خارجية فنزويلا: إسرائيل تقوم بالتطهير العرقي بغزة!

فيما قررت بلدية برشلونة الإسبانية قطع علاقاتها المؤسساتية مع “إسرائيل”، وتوج الموقف الإسباني بحسب سفيرهم من “إسرائيل”!

وبحسب صحيفة “لو فيغارو”، أعرب نحو 10 دبلوماسيين فرنسيين، يوم 15/11/2023، عن أسفهم لموقف باريس المناصر لإسرائيل.

وحذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، السبت الماضي، إسرائيل من أنها “لن تعيش في أمان ما لم تكن هناك أمن واستقرار طويل الأمد للفلسطينيين”!

وبناء على هذه الحقائق قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو البروفيسور جون ميرشايمر، وفقا لدراسة أجراها مركز أبحاث إسرائيلي، بأنه في الأيام الستة الأولى للطوفان، (7 – 13 تشرين الأول/ أكتوبر) كان 69% من الرأي العام العالمي مؤيدا للفلسطينيين، و31% مؤيدا لإسرائيل، ولكن، بعد13 تشرين الأول/ أكتوبر، فإن 95% من الرأي العالمي مؤيد للفلسطينيين، و5% فقط مؤيد “لإسرائيل”!

وهذا جوهر النصر العسكري والإنساني للمقاومة، ولهذا قال مايكل كلارك الأكاديمي البريطاني المتخصص بدراساتالدفاع، الاثنين الماضي: لقد فقدت إسرائيل السيطرة علىمسار الحرب بعد 51 يوماً!

إن ثمار نصر طوفان الأقصى لم يتوقف عند الحدود الميدانية لغزة، وصفقة تبادل الأسرى، بل وصلت للميادين الدبلوماسية والسياسية في عموم العالم، وخصوصا بالقارة الأوروبية المساندة لإسرائيل!

صدقا لقد قلبت طوفان الأقصى معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، وهذه بداية النصر الحاسم، وعودة حقوق الفلسطينيين من المغتصبين!

dr_jasemj67@