عقب المخاض العسير وقطع الطريق امام تولي المالكي للولاية الثالثة بعد انهيار معالم الدولة واحتلال ثلث العراق تحت إمرة داعش .. اتجه المالكي مستنجدا صوب طهران للحفاظ على حياته من المحاسبة وكشف الحقائق … وسرعان ما صدرت التعليمات بطريقة تنفيذ الرؤيا للولي الفقيه لحماية المالكي بصورة الفتوى المبطنة التي لا يمكن لقادة احزاب الاسلام السياسي في العراق تجاوزها بما فيهم الرئيس العبادي .. مع الحماية الذاتية والسياسية والمجابهة الإعلامية لبقاء المالكي في مفاصل السلطة … كملف يقاد بواسطة المتخصصين من الإيرانيين وبمشاركة المؤسسة الإعلامية لحزب الله في لبنان تقديرا للجهود العظيمة التي قدمها المالكي لمملكة ولاية الفقيه.
وبقراءة بسيطة لمفاهيم العلوم الأمنية بشأن المجندين للعمل الاستخباري كعملاء يتم اختيار المنكسرين … لذلك نجد ان الضابط المتخصص في التجنيد يتجه صوب بنات الليل في المراقبة والمتابعة ويتجه الى الشباب الجاهل الغارق في مستنقع البطالة لتنفيذ عملية ما … حتى وصل التجنيد للمتطرفين والانتحاريين.
لكن في العراق أضافت لنا الأحداث نوعا جديدا من التجنيد كظاهرة تستحق الدراسة والتمحيص في الأكاديميات الأمنية العالمية الا وهي تجنيد القادة المنكسرين المهزومين عملاءً مزدوجين في لحظة الانكسار بغية زجهم في مساجلات إعلامية لتبرئة من يراد له التبرئة وتحمل عبء المسؤولية، بسيناريو بائس لعب دوره تمثيلاً الفريق الركن الغراوي قائد عمليات نينوى في حلقات قناة البغدادية.
ان البغدادية والخشلوك يعلمون علم اليقين بالولاء المطلق للفريق الركن الغراوي لسيده المالكي لكنها ركبت موجة المخاطرة بلقاء الغراوي لتثّبت حقيقة مفادها ان المؤسسة العسكرية العراقية خلال السنوات الثمان الماضية على الرغم من صرفها ثلث ميزانية العراق .. هي عبارة عن هيكلية منهكة وعقود كاذبة وجنود فضائيين وهذا ما أفلتت زلات اللسان للفريق الغراوي ان يدلي باعتراف ان تعداد القوة العسكرية في الموصل تقدر بسبعة آلاف والمعتاد ان ٥٠٪ مجازين اي اذا كان التواجد بأعلى حالات الضبط تبلغ تعداده (٣٥٠٠) مقاتل بلا عتاد او دبابة او مدرعة حسب زعمه ،وبذلك يتجه الخشلوك في رؤيته الإعلامية ان توثيق اعترافا رسميا موثقا من قائد عمليات نينوى يدل على وجود اتفاق جنائي مسبق لمجموعة من الضباط يعملون بإمرة القائد العام للقوات المسلحة المالكي تنطبق عليهم احكام المشاركة بالجريمة وفق منظور القانون الجزائي العراقي بشقيه المدني والعسكري بعقوبة الإعدام… وكذلك كشف الغراوي من خلال اللقاء مايشوب المؤسسة العسكرية من الفساد وانعدام الضبط والعقود الوهمية للتسليح والكثير مما ادلى به الغراوي من اعترافات.
اما ما أراد المالكي ومستشاريه المتورطين في مؤامرة السماح لاحتلال ثلث العراق ابتداءً من رفد الدواعش بالقادة الميدانيين المحتجزين في ابو غريب الى المبالغ المالية الضخمة المودعة في البنوك العراقية في الموصل، وبذلك انهم ساهمو مساهمة فعالة في التمويل المالي والبشري لحركة الدواعش … كانت فكرة تقديمهم الفريق الركن الغراوي امام الاعلام هو إلقاء اللوم وتهم الخيانة على المسؤولين السنة والقادة العسكريين والأمنيين الذين تجاوزوا أوامر المالكي .. وبذلك يراد القول للشارع ان الأوامر العسكرية للقائد العام لم تنفذ … وبذلك هو بريء من تهمة الخيانة العظمى في المساهمة في احتلال ثلث العراق من قبل الدواعش.
الطرف الثالث المستفيد قطعا من اللقاء هو المسؤول الإيراني الذي بيده ملف العراق … لقد كان اللقاء مع قائد عمليات نينوى بائسا منكسرا هو اعلان الموت لمؤسسة الجيش العراقي وإعلان تشكيل الجيش الرديف من سرايا الحشد الشعبي والميليشيات في العراق التابعة لإيران ، بما يشبه قوة الباسيج الإيرانية او فصائل حزب الله في لبنان وهو اعلان رصاصة الرحمة على الجيش العراقي وذلك ما أشرنا اليه بمقال سابق :
” الجيش الرديف .. واستنساخ التجربة الإيرانية”
http://www.kitabat.com/ar/page/20/06/2014/29820/الجيش-الرديف–واستنساخ-التجربة-الإيرانية.html