سابقة خطيرة ان يتسلم غراب اسود قيادة دولة كبيرة، ويجلس في البيت الابيض يخطط لقتل الشعوب والتلاعب بقوتها، انه يرسم سياسة العالم الاقتصادية ويصبغ هذا العالم بالدم، كيف تسنى لهذا الغراب الذي ملأ العالم قبحا في فترة حكومته ان يتخطى الرقاب ويصل الى ماوصل اليه، جميع مناطق العالم تحت الخطر، لم يعد هناك بلد آمن، كل شيء قابل للقتل والانفجارات، الفنان ، المتدين، الطيار، الطبيب، العالم، الاستاذ والانسان البسيط، ماذا فعل فرنكشتاين البيت الابيض، وماذا ايقظ من نعرات لتصل اعمال التفجيرات والقتل الى دول اوربا.
لقد قضى الغراب على الغربان الصغار في ديكتاتوريات الدول العربية، لكنه جاء بما لم يأتِ به هؤلاء طوال سني حكمهم، طرح مشروع الربيع العربي، وزار اميركا من زارها قاصدا او مغشيا عليه ليقع في حبائل تدمير الاوطان عن طريق النداء بالحرية، والديمقراطية، وجدت اميركا العراق بوابة سهلة للدخول بعد ان ازهقت ارواح ابنائه بالحصار الذميم ، بحجج كنا للاسف نقتنع بها، وربما دافعنا عنها في بعض الاحيان، لم يكن احد يتوقع ان اميركا تحمل كل هذا الاجرام والخديعة، دولة تكونت من المجرمين والعبيد، فاستعبدت العالم وارادت ان تصنع لها حضارة بين الحضارات.
مسلسل القتل والتجويع والسيطرة على خيرات الشعوب لايصلح ان يصنع حضارة، فالحضارة لفظة شاملة، تتسم وتحاط دائما بانجازات ابداعية، ربما يكون الغزو العسكري من ضرورات تثبيت الحضارة، لكنه لايعطي دليلا قاطعا او شبه قاطع على روح وجوهر هذه الحضارة الانساني، من العراق انبثقت الحروف، وتعلمت الشعوب القراءة، ولاتستطيع اميركا بحكم نشأتها الهمجية ان تعطي دليلا واحدا على تحضرها، بل على العكس انها تمثل البداوة في همجيتها وتفردها بالعالم وقتله وحكمه بالمؤامرات ومحاولات السيطرة على عقول ابنائه.
واميركا مبدعة بصنع المؤامرات، والقتل ، الاميركان يهرولون مسرعين باتجاه تعويض عقدة النقص الملازمة لهم، فيراهنون على السياسة والفن، واي مباراة لهم مع اي دولة تتسم بذات الطابع الذي يرافق دناءة تفكيرهم بتسقيط خصومهم بشتى الاساليب، هو ذات الفيلم الذي يبحث من خلاله المخرج الاميركي عن الفضيلة داخله، فيعطيها قاصدا او متعمدا الى عدوه، كأن يفوز بطريقة غير شريفة، وهذا هو جوهر الاميركان، ان اميركا تختلف عن فرنسا وبريطانيا، وحتى الآن يتذكر
العراقيون المدارس والمعاهد الانكليزية التي انشأتها بريطانيا في العراق، وحتى اللحظة يحتفظ البعض بتصرفات البريطانيين التي تنم عن جوهر حقيقي للانسان.
وفرنسا ايضا اعطت اخلاق الفرسان ربما باحتلالها للبلدان مع الفارق الزمني، لكن اميركا لم يسبقها احد الى حجم الاجرام والمؤامرة، خرجت من العراق وهي تعد العدة لاسقاطه، ودخلت الى العراق وهي تعد العدة لاسقاطه، مسلسل ممل من تقريب بعض الاشخاص من الموالين، وابعاد البعض الآخر، ومن ثم ابعاد القريب وتقريب البعيد، حتى وضعت السياسيين الموالين لها بدوامة كبيرة، وراح من يتكهن بماتريد اميركا من العراق يلقي باوراقه على الطاولة ويستسلم للعقل المؤامراتي الذي تتميز به هذه الدولة/ الكيان.
عصابات نشأت بطريقة خاطئة، ومايبنى على الخطأ دائما يدلل على ذاته، وهاهي اميركا تحت ظل الغراب الاسود تفتك بالعالم، وآخر مجزرة لها قتل الطيار العراقي بطريقة المؤامرة التي تميزها كثيرا، ظلت تراوغ العراق في تسليم طائرات الf16، حتى وصلت الى قناعة اخيرة، مافائدة الطائرة بدون طيار، لنسلمهم الحديد، ونقتل الطيارين عن طريق التصفيات والخطأ، وهذه الحادثة يجب ان تعيد اذهان العراقيين ليتعرفوا على شكل وحجم الذي قام بمسلسل تصفية الطيارين في العراق بعد 2003، فسيتضح ان الغراب الاسود في البيت الابيض هو من قام بذلك.