غباء: عدم الفطنة , بلادة , جهل , غفلة.
ليس المقصود معامل الذكاء ودرجاته , فالمقياس الذي بني عليه التعريف , هو خواتم الأمور , فنهاية الحالات تحدد درجة الغباء الفاعلة فيها , وهذا ينطبق على الأفراد والجماعات , والدول والأمم والإمبراطوريات , فالغباء آفة تنخر جوهر الموجود وتسقطه أرضا ليكون طعما للتراب.
بعض الدول ومنذ بداية القرن العشرين , ركبت صهوة العناد والكبرياء الفارغ , فأكدت السلوك الذي فعل بوجودها ما فعل.
أكثر سُراتها بلا حكمة وتبصر , ونظرهم قصير , ويفتقدون قدرات رؤية معطيات الأمور وتداعيات ما يقررون , ومن السهل إيقاعهم في المطبات والحفر , لسحقهم ودفنهم , وإيصالهم إلى سوء المصير , كأنهم لم يكونوا كما كانوا قبل حين.
أنظروا نهاياتهم وبموجبها قرروا مستويات عجزهم على التفاعل الواعي مع عناصر ومفردات دولهم , التي أوجدتها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى , وتقاسمتها على أنها فرائسها وغنائمها المطلقة.
خذوا أيا منها وستكتشفون سطوة الأفعال التي أفرغتها من طاقات وجودها العزيز , وعندما سقطت الأقنعة تبين المستور.
والعلة أن كل أمة تلعن أختها , فتجدها في دوامات متماحقة من تغيير الأنظمة , وهي تسلطات عصابات على أوطان يتحقق إفتراسها بنهب ثرواتها من قبل المهيمنين عليها , وبهم يدوم الإستعمار وتتوارد الأرباح إلى ديار الطامعين بها.
فمسيرة قرن أو يزيد , تؤكد أن العديد من الدول , دامت مستعمرة ومخنعة بأنظمة حكم مسوّقة , بأساليب متطورة للضحك على الأجيال ومصادرة مصيرها , فما قدمت شيئا ولا عمّ الإستقرار والأمان والرفاه.
فالقوى الطامعة تشجع الفاسدين والعدوانيين والمجرمين , وصارت تستعمل الدين للقضاء على الدين وأهله , فما أسهل شق المجتمعاتوشرذمتها بإسم الدين , فكل دجال يقول أنا صاحب الدين القويم وغيري من الكافرين , وكل يعتصم بأمّارة السوء التي فيه!!
فهل من فعل ذكاء مبين؟!!