18 ديسمبر، 2024 6:59 م

الغباء السياسي وتدمير الدولة 

الغباء السياسي وتدمير الدولة 

في عام 2003 كل شيء كان يسير على الطريق الصحيح على الاقل في نفوس عامة الشعب العراقي التي كانت تمني النفس بنظام ديمقراطي تسوده القوانين والعدالة الاجتماعية وبغددة في العيش الكريم .امريكا بقوتها وجبروتها وآلتها العسكرية المدمرة والمرعبة وموجهة ضد بلد اعيته الحروب ونخر في جسده حصار اقتصادي لمدة 11 عام وما ان سقطت اول قنبلة على العاصمة بغداد اعلنت وفاة الشرق الاوسط القديم واعلان المخاض لولادة شرق اوسط جديد وكبير .انه حلم وهدف راود الادارة الامريكية منذ سنوات .. امريكا وحلفائها كانوا على دراية تامة بموقع العراق الستراتيجي وكقوة عسكرية ساهمت لزمن طويل بخلق توازن عسكري بين العرب والكيان الصهيوني . المشروع الامريكي يحتاج في تطبيقه الى خلق بيئة مناسبة لفوضى سياسية واجتماعية وكذلك اضعاف جيوش المنطقة من خلال زجها بحروب عربية عربية او مواجهات مباشرة مع التنظيمات الارهابية كان الاسلام السياسي رأس الحربة  في تنفيذ الاجندة الامريكي وحالة الركود الاقتصادي و الفوضى السياسية مخطط لها مقابل اموال مدفوعة لمجموعة الشتات في تنفيذ خارطة العراق والشرق الاوسط بتدمير البنى التحتية ومما زاد في ارباك المشهد عدم وضوح الرؤيا في خطوات المشروع في العلن دعوة الى الاصلاح السياسي والانتقال الى اقتصاد السوق وفي السر اثارة الاقتتال الطائفي وشل البناء السياسي والاقتصادي وتكبيله بالديون التي لاطاقة له في تسديدها لعشرات السنيين ليستمر الاعتماد على المساعدات الامريكية   (((واليوم يتم التساؤل لماذا تسمح الولايات المتحدة بتعزيز النفوذ الشيعي في المنطقة بقيادة إيران، ولماذا تسمح بانتشار داعش (الدولة الإسلامية في العراق وفي الشام)، ولماذا غضبت من السعودية عندما أقدمت على دعم الجيش المصري في التخلص من نظام الإخوان المشروع الإقليمي العالمي العابر للحدود حتى يكون في مواجهة المشروع الإيراني ولاية الفقيه العابر للحدود، وهو ما يفسر بقاء الدور الأميركي على الزيارات العابرة والنصائح، ومنع تدخل دول إقليمية في معالجة مشاكل إقليمية في سوريا وفي العراق وتركها ينخر فيها الصراع الطائفي والمذهبي والقومي، أي تحقيق مشروع “الشرق الأوسط الجديد” بأيدينا من دون تدخل، مثلما تدخلت بريطانيا وفرنسا في تقسيم تركة الدولة العثمانية باتفاقية سايكس – بيكو.)))) ولكي نضع النقاط على الحروف اقول لماذا سايكس _بيكو القديمة خصت الاراضي العربية حصرا واليوم تتكرر نفس المؤامرة عليهم لكن بنمط جديد وبآليات اكثر سوءا وجورا ..الوطن العربي مساحة مفتوحة لاتوجد عوائق طبيعية بين اقطاره تتوفر فيها الايدي العاملة الرخيصة  ووجود الكفاءات العلمية وهناك تكامل اقتصادي ومن الناحية الزراعية يعد الوطن العربي سلة غذائية وهذا يعني في حالة انتهاز الفرصة التاريخية وولادة الوحدة والتي اراها بعيدة المنال حاليا سيصاب الاقتصاد الغربي والامريكي بأنهيار تام لذا كان لابد من العمل الدؤوب والمثمر لتحقيق الاهداف المرجوة من ترسيخ فكرة التشظي والاختلاف العقائدي والمذهبي لتحقيق الشرق الاوسط الكبير تحت الحماية الامريكية مما يعزز قدرتها على رهن مقدرات وثروات شعوب المنطقة .. المتتبع والمراقب تتضح امامه صورة استهداف العرب طوال اكثر من مئة سنة بأمراض التجهيل والتفقير هي من اولويات خريطة الامريكان السياسية في المنطقة ومما ساعدها على انجاح مساعيها هو تردي الواقع الاجتماعي والفكري والغباء السياسي لقياداته الفاشلة … ممكن لغير العرب امتلاك ناصية العلم والتقدم وبأمكانهم الحصول على الاسلحة الفتاكة ومنها النووية مثل كوريا الشمالية وايران وباكستان والهند .. يبقى المشروع الامريكي هدفه تدمير البنية الاجتماعية العربية وضرب الاسلام من الداخل بواسطة الاسلام السياسي والاسلام المتطرف اللذان وخلال عقد من السنين استطاعا ان يعكسا انطباعا سيئا عن الاسلام ومبادئه السمحاء وقيمه الانسانية .اذا ما بقي الحال على ماهو عليه دون ايجاد حلول ومخرجات اقتصادية ناجعة واعادة بناء الانسان واحترام الحقوق والحريات ستسير الامور الى ما لا يحمد عقباه