22 نوفمبر، 2024 6:58 م
Search
Close this search box.

الغباء السياسي

الغباء السياسي

الرئيس المصري الراحل أنور السادات اول من اطلق مصطلح الغباء السياسي والحقيقة أن الغباء السياسي تكاد تكون صفة ملازمة لكل حكامنا العرب للاسف الشديد والعراق ابتلي بهؤلاء الأغبياء وذاق منهم الويلات وتحطمت أحلام العراقيين بسببهم للاسف الشديد.

العراق الدولة الاغنى في الثروات الطبيعية والاهم من ناحية الموقع الجغرافي والأكثر وفرة في الأيدي العاملة وتمتلك كل مقومات النجاح والتطور والنهضة لتنافس الدول العظمى بقيت تتراجع للخلف بسبب الغباء السياسي لمن يملك مقاليد الحكم وادخل البلد في حروب ومشاكل كان بالإمكان تجاوزها بسرعة لو كان هناك قائد مخلص وذكي يقدم مصالح شعبه على حساب نزواته وطموحاته الشخصية .

القرارات التي تتخذ كانت فردية ومتسرعة دون ادنى حساب للعواقب او معرفة بالنتائج قبل الشروع بها لذلك تراجع البلد وتراجع لحين وصل بالشعب العراقي ان يطلب من الخارج التدخل للخلاص من الحاكم الظالم الذي لم يترك شيء الا وصار خراباً ، ووصل الامر ان اسُتقبل المحتل بالورود والحفاوة بغضاً بالحاكم الغبي
وبعد ٢٠٠٣ كان يرتجي من الذين جاءوا بعد ذلك النظام الغبي ان يكونوا ذو دراية تامة بحاجات الشعب ومتطلباته ويتعلموا ولو القليل من أخطاء السابقين ويكونوا المنقذين لهذا الشعب المظلوم لكن للاسف وقعوا بما وقع به من سبقهم من الأخطاء القاتلة والهفوات والزلات التي لا يمكن السكوت عنها وهاهم يضيعون حقوق الشعب دون معرفة والادهى والامر انهم لا يعترفون بالأخطاء التي ارتكبوها وأنهم هم السبب بما وصل إليه الوطن من أزمات في كل شيء أزمات اقتصادية وسياسية وامنية وبطالة ومشاكل اجتماعية

من وجهة نظر اغلب العراقيين ان السياسيين من شيعة العراق تقع عليهم المسؤولية الأكبر بتحمل الفشل وضياع الدولة

فهم لا يستطيعون الخروج من عقلية المعارضة التي تلازمهم طيلة 1400 سنة لذلك تراهم يفتقدون لمشروع سياسي او مشروع دولة

الصحيح أن الأحزاب جميعها مسؤولة عن هذا الفشل لا نستثني احد بكل توجهاتهم من اقصى اليمين لاقصى اليسار علمانيون وإسلاميون وقوميون .
الكل يحاول افشال الكل والكل يريد التنصل من المسؤولية التي تقع على عاتقة الكل يريد المشاركة بالقرار والكل يتنصل من الفشل .
.

واغلب الساسة العراقيين لم يبلغوا مرحلة النضج السياسي الذي يؤهلهم لقيادة بلد ، مازالوا يرون انفسهم معارضة ،حتى بناء المصالح الدولية بقي يدار بعقلية المعارضة ولن يثق السياسي بأي دولة سوى من كان تمد له العون ايام الاغتراب ويفضل مصالح الطائفة على حساب مصالح الوطن ومصالح الاتباع والمقربين على مصالح بقية الشعب الذين ينظر إليهم بعين الريبة والشك وكأنهم أعداء .
وإذا لم يتم تدارك هذه الأخطاء بسرعة ويتكاشف السياسيين و يراجعوا أنفسهم ويعترفوا بالأخطاء ويحاولوا تصحيحها فإن البلد ينتظره مستقبل مجهول والله أعلم .

أحدث المقالات