( وماخلقت الجن والانس الاليعبدون)الذاريات:56. حيث أن العبادة هنا:الخضوع والانقياد،وليس هناك مسلما ولا كافرا الا وهو خاضع لله عز وجل، منقاد لأمره، طائعا أوكارها فيما جبله عليه من الصحة، والسقم، والحسن، والقبح، والضيق، والسعة.
والعبادة:الطاعة،والتعبد:التنسك،فمعنى:(ليعبدون):ليذلوا لله، ويخضعوا يعبدوا. ومعنى(ليعبدون) أي:ليوحدون. فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء،وأما الكافر فيوحده في الشدة واالبلاء دون النعمة والرخاء. على أن الغاية من خلق الثقلين هي العبادة.
واستعمل القران الكريم في هذه الاية الكريمة اسلوب القصر ،فالقصر هنافي قوله تعالى:(وماخلقت الجن والانس الاليعبدون) هو قصرعلة خلق الله تعالى الانس والجن على ارادته أن يعبدوه ، وهو قصر اضافي من قبيل قصر الموصوف على الصفة ،وأنه قصر قلب باعتبار مفعول (يعبدون)،أي :الا ليعبدوني وحدي ،أي لايشركوا غيري في العبادة،فهو رد للاشراك وليس قصرا حقيقيا، فانا وان لم نطلع على مقادير حكم الله فمن خلق الخلائق …
وقد ذهب أهل العلم الى حمل هذه الاية على الامر التكليفي الطلبي، دون الامر الارادي الطلبي، والا لم يتخلف المراد عن الارادة. وأخيرافان الثمرة المرجوة من العبادة هي:تقوى الله عز وجل ومخافته بدليل قوله تعالى:(ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)، والتقوى تعني باختصار شديد: مخافة الجليل والعمل بالتنزيل، والاستعداد ليوم الرحيل.