22 ديسمبر، 2024 8:59 م

العلاقة بين الدول منذ أن نشأت قبل عصور وعصور تتخذ مناهج الغاب صراطا وما شذت دولة عن هذا السلوك المتحكم بالتفاعلات بينها , وبموجب ذلك تستمر الصراعات والحروب على الموارد والثروات وبسط النفوذ وتعزيز القوة والإقتدار.
وما نفع لتهذيب السلوك الغابي أي دين او عقيدة أو قيم أخلاقية , فكلها أقنعة لتمرير إرادة الغاب المستعرة.
تلك حقيقة تتغافلها دولنا وتتوهم بأنها تعيش في جنان النعيم , والآخر يريد لها الخير , فهو الذي يحميها ويدافع عنها , وهو يدافع عن مصالحه ويؤمّنها , ويستخدم ما يستطيعه من الوسائل للوصول إلى أهدافه والحفاظ على هيمنته وجبروته , وتعنيه الشعوب والأوطان بقدر دورها في الحفاظ على ما يريد وإنجاز إرادته.
فلا توجد صداقات أخوية مبنية على قيم وأخلاق ومعايير ومبادئ وما شاكلها في العلاقات الدولية.
وبإغفال هذه الحقيقة المريرة تجدنا أمام تحليلات وتفسيرات إعتباطية تظلمية نواحية , تلقي باللائمة على الآخر المهتم بمصالحه , وتوهم الناس بأن السبب فيه وليس فيها , وما أسهل عليها أن تقول : ” وغدر الغادرون” , و ” تآمر المتآمرون” , وكأنها ليست في هذا العالم المتكالب على المصلح والمكشر الأنياب والمتأهب لنشب المخالب.
إن القانون الساري فوق التراب لخصته العرب منذ قرون عديدة بالقول: ” إذا لم تكن ذئبا ذؤوبا بالت عليك الثعالب” , وها نحن دول ضعيفة لا تستطيع إطعام نفسها , ومعظم واردات نفطها عند الآخرين وشعوبها تئن من الفقر والجوع والعوز المهين.
ولا تزال أنظمة الحكم ترجو من المفترسين خيرا , كالغزالة التي تتوهم بأن الأسد سيرحمها وهو يقبض بأنيابه على عنقها.
“تنبهوا واستفيقوا أيها العرب … فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب”!!