23 ديسمبر، 2024 1:21 ص

الغائب الاهم في الانتخابات العراقية القادمة

الغائب الاهم في الانتخابات العراقية القادمة

مع تقارب موعد الانتخابات النيابية العراقية القادمة و الحديث و الجدل الدائر بشأنها، خصوصا وإنها تجري في ظل أحداث و تطورات غير عادية على مختلف الاصعدة سواء عراقيا أو إيرانيا أو إقليميا أو دوليا، ولکن واحدة منها تأثير بشکل أو آخر على هذه الانتخابات و المسار الذي ستسلکه.
هذه الانتخابات وبموجب التحليلات و البحوث و الدراسات التي جرت بشأنها، تٶکد بأن هناك ظلا داکنة لتأثيرات دولية و إقليمية غير عادية عليه، ويأتي الدور و التأثير الايراني في المقدمة و يليه الدور و التأثير الامريکي ومن ثم الدور و التأثير السعودي، بمعنى إن الانتخابات النيابية العراقية سيتم إجرائها في ظل تأثيرات دولية و إقليمية وإنها ستجري و ستحسم وفق مدى و نوعية تلك التأثيرات.
هل کانت الانتخابات النيابية العراقية في العهد الملکي أفضل و أکثر تلبية لمطالب الشعب من الانتخابات النيابية التي سيتم إجراءها في ظل التأثيرات التي ألمحنا إليها آنفا؟ من الواضح إن الذين يميلون لتإييد الانتخابات الاخيرة قد يکون أقلية بالمعنى للحرفي للکلمة، في حين إن الذي يدعمون و يٶيدون الانتخابات الاولى هم الاکثرية لأنها لم تکن خاضعة لکل هذه التأثيرات و کانت هناك نسبة واضحة منها للشعب العراقي، ولکن الان يبدو إن الامر کله بات مرتبطا بأجندة خارجية رغم إن أکثرها خطورة و تأثيرا سلبيا هو الدور و التأثير الايراني و الذي و بحسب رأي شخصيات نيابية عراقية تمثل 75 من التأثير، وهذا الرقم المرعب في ظاهره و الحقيقي الواقعي في باطنه، قد يکون فيه بعض من التواضع لصالح طهران لأننا نعتقد بأن حجم التأثير أکبر لأن النفوذ الايراني متغلغل في سائر أرجاء العراق.
الشعب العراقي، الذي هو صاحب الشأن الاساسي في هذه الانتخابات لأنها خاصة به شرعا و قانونا، لکنه وبفعل الصراعات و التجاذبات الاقليمية و الدولية، يعتبر الغائب الاساسي عن هذه الانتخابات بل وحتى مقصي عنها لکونها مسيرة و ممنهجة وفق سياق إقليمي ـ دولي مشبوه يتم خلاله مراعاة الدور و التأثير الايراني الذي هو أکثر الادوار خطورة و إضرارا بالعراق و شعبه، ذلك إن النفوذ الايراني الذي أثبت ومنذ إستتبابه في العراق بأنه من أکثر العوامل السلبية تأثيرا على الامن و الاستقرار في العراق، وإن ضمان بقاء هذا الدور و التأثير من شأنه إلحاق أکبر الضرر بالشعب العراقي.
“نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر من القنبلة الذرية بمائة مرة”، هکذا قالت زعيمة المعارضة الايانية مريم رجوي في عام 2004، عن الدور الايراني في العراق المتعاظم يوما بعد يوم، وإن الانتخابات القادمة سوف يتم إجرائها في ظل مراقبة و إشراف الارهابي المطلوب قاسم سليماني، فهل دتحدث المعجزة بأن يکون الشعب العراقي صاحب الکلمة الاولى و الاخيرة فيها؟