22 ديسمبر، 2024 10:38 م

الغاء حصة الاسلامية

الغاء حصة الاسلامية

بعد هجوم شاحنة الموت في اعياد كريسماس برلين نهاية عام 2016 وقبله هجوم نيس المماثل لم يعد مقبولا ً بل غير ممكنا ً الانكار من قبل المسلمين أنفسهم أنهم يواجهون مشكلة حقيقية بفهمهم للدين , وإلا يكون الاحتمال التالي وهوان دين الله الذي اختاره وارتضاه يواجه مشكلة حقيقية في تبنيه للعنف.
فتتم مراجعة الفقه والأحداث التاريخية وإعادة تقييمها وشخصياته وأدوارها , وهو ما لم يتم للان , بل ومراجعة النظرة المحلقة بالمثالية تجاهه تلك التي ألبسته ما ليس فيه وهي النظرة الكلية والشمولية اليه . التي مؤتاها المثالية الأفلاطونية ولطالما لم يكن ديننا افلاطونيا ً بل واقعيا ً.فهذه النظرة الكلية الشمولية قد جعلته قريبا ً من الأيدلوجيات الشمولية العنيفة دائما ً بطبعها لان تنفيذها يعني تعميمها أي فرضها بالقوة كما فعل الفكر الشيوعي والعربي القومي .فقد ادعت هذه الأفكار ومن فرط مثاليتها – واعني بالمثالية هنا جنوحها الخيالي الأفلاطوني وليست مثالية الشيء أي صحته – فقد توهمت أنها لابأس من أن تفرض نفسها بالقوة ابتداء ا ً حتى تنهي التناقضات التي تحول دونها فالعنف تبنيه ضروري مؤقتا ً حتى يستتب الامر لهذه الشموليات وتبدأ بالخلي عن عنفها منهجا ً بعد أن توالدت أجيال من الناس مؤمنة بها وبحتميتها لأنها صحيحة والعقل البشري يحب الصحيح بفطرته ثم تبدأ بتحصيل زخمها من صحتها ومبادئها وضرورتها للحياة.  
وبالتأكيد فان هكذا أجيال لم تولد لا تحت الشيوعية ولا البعثية ولن تولد تحت حكم الاسلام لان الشمولية الفكرية وهم ينهزم دوما ً أمام الفردية الفكرية التي هي الفكرة الشمولية الصحيحة اذا اقتضى الامر توصيفها بالشمولية .ولذا وبعد ان بررت هذه الشموليات لنفسها استخدام العنف,تراها مارست سياسة القطيع حتى تقنع الآخرين وتوهم نفسها أنها في طريقها نحو الأيمان والمنهج والفكر الواحد لمجموع الأمة . وهو أمر لم يحصل إلا بالتجمعات التحشيدية لآلاف تلهج وتسعد بفكر مثالي سعيد واحد سيحقق للانسان كل مباهجه المادية بعد المعنوية.
سيقولون اذا صدق هذا على الأيدلوجيات الوضعية فانه لن يصدق على الستراتيجية والشمولية السماوية!!؟؟ ذلك صحيح ابتداءا ً لكن بعد ان تنزل الدين واختلط بماء الأرض اختلف الوضع .نظريا ً هذا صحيح لكن واقعيا ً كلا.فهلم نطبق منهج الله.. لكن أي منهج وأي طريقة أعلى المنهج السني.. حسنا ً بحسب أي طائفة من طوائفه أم على المنهج الشيعي وايضا ً بحسب أي من عشرات المذاهب الشيعية ! أم بحسب المنهج الجعفري الاثني عشري وان كان بحسبه فبحسب أي عالم وتحت أي راية أتراه اليعقوبي أم سعيد الحكيم أم خامنئي أم محمد صادق الصدر أم السيد السيستاني أم .. وأم .
لقد أرسل الله نبيه للناس ليدلهم على منهجه وليكون لهم بشيرا ً بالجنة ونذيرا ً من نار فرفض الناس الطاعة والله يأبى على نفسه ان يجعل من رعايا دولته من رفضها. فأصبح دور الدين بإقامة الدولة امرا ً نظريا ً وأصبح الدور العملي للرسول الفتنة والاختبار للناس بحضوره الشخصي أو بحضور منهجه فجاور المنافقين وسواهم فتنه وبلاء على من أساء واختبار ونجاح لمن أحسن وأصبح أداة الهية للتوثيق ولم يبادر للاعتزال بمن اخلص فدوره لم يعد أقامة الدولة الالهية نعم انه كان دوره ابتداء لكنه لم يعد كذلك بعد الاحتكاك مع الواقع.وإلا فليأتي بمنهج الله النقي الذي نزله على عبده كل من أراد الدين فكرا ً شموليا ً.
الاسلام منهج مقدس , تقدس عندما اختاره الله دينا ً له وتقدس عندما احتفى به افراد افراد قلائل حققوا التقديس المعنوي لجنسنا أما الجموع فاشك انها يوما ً سترتقي بالاسلام او يرتقي هو بها.
وهو مقدس كلغة القران واهل الجنة لم يمنعها ذلك من ان نجبرها على الاحتضار لرفضنا تعديلها مع الزمن .والدين مقدس كقداسة الانسان اداته الذي خلقه الله باحسن تقويم فكانت هناك نماذج ارتقت بالاسلام وارتقى هو بها ثم رد الله اغلبها أسفل سافلين.على الشيعة ان يعفوا انفسهم من الازدواج فتاريخهم يمتلأ قدحا ً بمن صحب الرسول بينما ينفصمون في درس اسلاميتهم ويتغاضون وعلى السنة ان يوافقوا على الشيء ذاته حتى يعفوا انفسهم من أصحابي كالنجوم وتناقضاته.
وليقتصر درس الاسلامية -المختزل بحصتين بعد ثلاثة- على صف الأول والثاني والاكتفاء بترديدته الجميلة ضيفة خفيفة محفورة بالقلب (( الله ربي , محمد نبيي , الكعبة قبلتي , الاسلام ديني , القران كتابي )) لكن بلا ضمير العظمة والجموع ربنا ,نبينا , قبلتنا , وبلا الكفار اعداؤنا.