خطوة جديدة تضاف الى الخطوات المتخبطة السابقة الا وهي الغاء الحصة التموينية المصدر الوحيد المتبقي لقوت الفقراء والمحتاجين والذي يعيل ما يقارب ال 5 ملايين عائلة عراقية تؤمن ما تستطيع ان تؤمن لهم من لقمة العيش وتوفر عليهم القليل من المال يستخدم في تغطية نفقات الحياة الاخرى. منذ عام 2003 وحتى الان لم يستلم العراقيون اية حصة تموينية كاملة والسبب سوء الادارة والفساد المالي كيف لا وهذا المجال اي التجاري هو بيئة خصبة للتلاعب باموال الشعب عبر العقود الفاسدة والكوميشن الذي يحصل عليه الموظفين من عمليات الاستيراد والتصدير والشحن والتفريغ وايصال المواد الى المواطن البسيط وكل ذلك كان مرتع خصب للنهب والفساد المنظم .
خمسة مواد اساسية ( الطحين، الرز، السكر، الزيوت ، الصوابين والمنظفات ) لم تستطع الحكومة وبدورها وزارة التجارة من توفيرها وهي الاهم والاساس في احتياجات كل عائلة عراقية بسيطة فنحن هنا لا نتكلم عن المترفين والاغنياء بل عن الفقراء والمعدومين ونحن منهم واليهم طالما يملكون نظافة اليد والضميرالحي والسمعة الشريفة والصبر على نوائب الدهر. هل تريدون ان تقتلوا الفقراء قهرا وجوعا وتبقون على عروشكم وكراسيكم انتم و5 مليون عراقي هم النخبة من الاغنياء والمترفين واصحاب الرواتب العالية والامتيازات الخرافية كما كان يخطط لذلك صدام وانتم الان تضعون هذه الفكرة قيد التنفيذ وربما اصبحت واقعا الان ومنذ سنوات مضت ونحن نرى الترف في العيش واللامبالاة في الحفاظ على قوت الفقراء لا لشيء سوى انهم عاجزين عن المطالبة بحقوقهم امام هذا الكم الهائل من الميليشيات المسلحة ومسدسات الكواتم الحاضرة لتصفية اي صوت وطني ينادي بالعدالة وتطبيقها على الجميع. ان مبلغ ال 75 الف دينار البدل المؤمل صرفه تعويضا عن مواد الحصة التموينية سوف يضيع في اجراءات الصرف وبعد اشهر سنجده رهينة مفاوضات ومساومات الكتل السياسية ولنا تجارب كثيرة ومتعددة في هذا الصدد واضف الى ذلك سيدخل طرف اخر اشد ضراوة وشراسة على الفقراء ايضا على الخط الا وهم التجار واصحاب محال الجملة ولنا معهم ذكريات اليمة و قاسية ومليئة بالاحباط ايام العقوبات الدولية الجائرة بحق الشعب العراقي ولذلك فالايام القادمة لا تبشر بخير يا فقراء العراق
ان الدولة التي تعجز عن توفير الغذاء لشعبها غير جديرة بالطاعة والاحترام وغير جديرة بالالتزام بقانونها وغير جديرة ان تمثل شعبها قانونيا امام المجتمع الدولي لذلك ادعو اخواني واصحابي ابناء العراق جميعا الى العصيان المدني وعدم الذهاب الى مقار وظائفهم والتزام بيوتهم تعبيرا عن التضامن فيما بينهم ضد من يريد سرقة غذائهم وهذه دعوة الى العراقيين جميعا الى التظاهر في صلاة الجمعة كل من بيته ومسجده وحسينيته وكل من يريد ان ينال شرف المساهمة في تلك الدعوة ان يتظاهروا بشكل حضاري مسالم ومسؤول تعبيرا عن رفضهم ضد هذا الاجراء الغير مسؤول من الدولة والحكومة امام مواطنيها فاليوم هي الحصة التموينية وغدا الدواء والى ما لا نهاية من الاجراءات الغير مسؤولة
كاتب مستقل