22 ديسمبر، 2024 3:44 م

برزاني التسرّع لا يُفيد إذا كان الإتجاه خطأ.

العِراقي التركماني «أبُ سعيد مُظفر الدِّين كُوكُبُوري بن زَين الدِّين علي بن بكتكين بن مُحَمَّد» (27 مُحَرَّم 549هـ 1153م- لَيلَة الجُّمُعَة 14 رَمضان 630هـ 1232م)، دُفِنَ في الكوفة. وُلِدَ في أربيل شَماليّ العِراق التابِعَة للموصل التي حاصرَها اقتصادِيَّاً عسكريَّاً يوم الثلاثاء 13 رَجَب 621هـ (*)، وكان سُلطانها بأمر القائِد العِراقي المُسلِم الكُردي البطل (قرمان) «صلاح الدِّين الأيّوبي»، والده زين الدِّين مَلَكَ كوجك إربل، وتملّكَ بلادًا كثيرة وهبها لأولاد صاحب الموصل، توفي سنة 563هـ، له أوقاف وأعمال برّ كثيرة ومدرَسة في الموصل.

مُظفر الدِّين أوَّلُ مَن أجرى الماء إلى جَبل عرفات وعمل بالجَّبل مصانع للماء، وعمّر الجّامِع المُظفري بسفح قاسيون دِمَشق، كما ذكر ذلك السّيوطي في كتابه «الحاوي للفتاوى» وأوَّلُ مَن احتفلَ بالمولِد النبويّ، غادَرَ إلى بغداد ثم التحق بخدمة صلاح الدِّين وغزا معه فأحبه وزاده «الرّها» وزوَّجه بأخته ربيعة، وأبانَ شجاعةً في مَعركة “حطّين” (583هـ 1187م) التي حشد لها صلاح الدين ثمانين ألفًا من المجاهدين كان لمظفر الدِّين مَهَمَّة بارزة فيها؛ تولّى قيادَة جُيوش الموصل والجَّزيرة. ووَفد أخوه صاحب إربل على صلاح الدِّين فمرض ومات، فوَهَبَهُ صلاح الدِّين إربل وشهرزور وأخذ مِنه حرّان والرَّها. بنى دارَةً للنسوَةِ الأرامل ودارًا للأيتام ودارًا للضُّعفاء، ودارًا للمَلاقيط رَتَّبَ بها جماعة مِنَ المَراضِع، كُلّ مَولودٍ يُلتقط يُحمل إليهنَّ فيرضعنه. يتفقد «البيمارستان» ويقف على كُلّ مريض يسأله عن مبيته وكيفَ حاله وما يشتهيه، وكان له دار مضيف يدخل إليها كُلّ قادم فقيه وفقير وغيرهما، وإذا عزم أحَد السَّفر أعطاه نفقة تليق بمثلِه. ويُفَكّ أسرى السَّواحِل المُسلِمين ويُكرم أهل الفِقه والأدَب. صدّام مكَّنَ مسعود برزاني في أربيل بعدَ فراره مِنها خوفاً مِن خصمِه الرّاحِل أبُ شَلّال طالَباني. برزاني نسبة إلى قرية بارسان Parsan (بالفارسيَّة= عابد، كوه بنج) في الجُّمهوريَّة الإسلامِيَّة الإيرانيَّة، كُتيّب الشَّيخ «مَعَن العجلي» بعُنوان «ماذا في شَمال العِراق» الصّادِر عام 1968م رَبَطَ برزاني بأصلِه بابك الخُرَّمي.

(*) ابن الاثير، الكامل، ج12، ص 423؛ الحنبلي، شِفاء القلوب، ص 323؛ ابُ الفِداء، المُختصر، ج3، ص 134؛ ابن الوَردي، تأريخ، ج2، ص 142؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج13، ص 104.