العُراقي وليس العِراقي
خصوصية العراقي أنه يحب وطنه أكثر مما يحب نفسه
أقصد العراقي
وليس من سكن العراق
وتجنس بهوية أحواله الشخصية .
هذا العراقي تسميه العرب أخو أخيته
كما تتسمى القبائل بأسماء بناتها ويسمونها (التعلوكة )
مثل أنا أخو مايعة
وأنا أخو فاطمة
وأخو ليلوة .
فهو حماها من عار التدنيس .
الذين باعوا العراق ليسوا عراقيين ..
وأن انتموا كما يقول بدر شاكر السياب .
في معارك العراق نزف العراقيون دما بحجم ما شربوا من ماء أنهارهم
واليوم على كل حائط لافتة سوداء تنعي شابا .
الأمهات اللاتي شربن الحزن حد الثمالة ..
كما يقول مدمني السكر ..
كفكفن الدمع بعدما غصت حناجرهن ..
بزغاريد الجنود المتوجهين للفلوجة
الفلوجة اليوم هي العراق .
المحزن من سبب دمار العراق وسرقة الفلوجة وقبلها نينوى وتكريت ..
يتباهون أمام الجنود بوطنيتهم .
لا توجد وطنية مثل وطنية أبناء الملحة كما يصفون أنفسهم ..
ويتباهون بأمهم وحليبها الطاهر .
يقصدون ملوحة الأرض وطينة تكوينهم .لا يوجد مقاتل غيور على العراق
مثل عراقي ترك زوجته وأطفاله بلا سكن ولا غذاء ..
وهو يختلف كليا مع ساسة البلد ويتظاهر كل يوم جمعة ضدهم
المؤسف يراهم يلحقونه ليتصدروا طاولات شرح المعارك ومناضد الرمل .
الرجاء انظروا في وجوههم ..
دققوا في قسماتهم ..
أرجو أن لا تروا ما أرى .
كلما ضاقت دائرة وجود داعش على أرض الفلوجة أتسعت غمامة الحزن في عيونهم .
ما أسوء بلد يحكمه محتل يطلق على نفسه مواطن شريف ..
وفي جيبه أكثر من هوية أحوال شخصية لبلدان عدوة للشعب والأرض .