19 ديسمبر، 2024 12:49 ص

عَرَمَ: إشتد وخرج عن الحد , خبث وكان شريرا , أضابه بشراسة وأذى.
كلما ذكروا العلمانية تحضرني كلمة (عَرَمانية) , فالفاعل في الوعي الجمعي العربي وعبر أجيال وأجيال , أن كلمة (علمانية), تعني فصل الدين عن الدولة , في حين لا يمكن فصل أي دين عما يتصل فيه , فالأديان إنتماءات قلبية راسخة ومطلقة المرتكزات.
وبعض المفكرين العرب يرى , أن العلمانية هي التفكير النسبي بما هو نسبي وليس بما هو مطلق , مما يعني أن التغيير لابد منه , وأن التعبير عن دوران الأرض حول الشمس يكون بالتغيير فهو ديدن الوجود والخلود.
والمشكلة أن الأمة تتحرك على سكة المصطلحات , ويبدو أن أعداءها يعرفون ذلك , ولهذا إجتهدوا بتسويق ما يحقق مصالحهم من المصطلحات الفاعلة فيها.
والذين يتوهمون بأن العلمانية تعني فصل الدين عن الدولة , عليهم أن يؤسسوا دولا أولا ومن ثم يفكرون يما يتوهمون , فالواقع يشير أن أبناء الأمة في معظمهم لم يؤسسوا دولا ولا عرفوا دينا كما يجب.
أي أنهم اضاعوا الحالتين , وإستمروا في مسيرة الهرطقات التي لا تفهم عمّاذا تتحدث , فكم من الكتب قد ألفت عن العلمانية , وكم من المقالات كتبت والمحاضرات ألقيت , وكم مات وأعتقل بسبب هذا العمه الفكري والجهل المدقع , والإنغماس الأعمى بالمصطلحات الفارغة , التي تستدعي الأضرار والتداعيات المريرة.
علمانية , وعلمانيون , والعلماني كافر , ولا تنتخبوا علماني , وعليكم بمناهضة الأفكار العلمانية , وعليكم بما يضركم ولا ينفعكم.
عليكم بالمطلقات , وحذاري مما هو نسبي!!
عليكم بالثوابت والرواسخ وإياكم والمتغيرات!!
فالدنيا جامدة , والمياه راكدة , والعقول عاطلة , ولا بد للبشر أن يكون دمية تحركها إرادة الأدعياء بدين , وعليهم أن لا يفعِّلوا عقولهم , ولا ينطقوا إلا بالسمع والطاعة لكل دجّال مكين!!
إنها لعبة القضاء على الأمة بما فيها من الطاقات والقدرات , فبدلا من تسخيرها للبناء والرقاء والرفاه وجمال الحياة , يكون الإنهماك في صراعات ذات عدوانية قاسية على وجودها في الحاضر والمستقبل.
فهل من عملٍ بعلم , بدلا من هذا الإثم؟!!