9 أبريل، 2024 8:10 ص
Search
Close this search box.

العيش في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

الكثير منا زار الدول الغربية، وعاد معجبا بهذه الدول ومنبهرا بحضارة تلك الدول، وتقدمها في كافة مناحي الحياة. لكن الكثير منا لا يعرف النعمة التي مَنَّ الله بها علينا، وصدق المثل الذي قال ( اللي يشوف مصيبة غيره تهون مصيبته عليه)، وهو مصداق لما قاله الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ” للنظر لمن هم دوننا في العيش لنعرف عظم نعمة الله علينا”.
من هذا أن  الشخص منا الذي يعيش في العراق الحبيب ” حتى مع الظروف الإستثنائية التي نمر بها جميعا بدون إستثناء” بإمكانه ممارسة طقوسه الدينية بلا خوف أو رقيب من الحكومة، فالجميع يزور الأضرحة والمزارات الدينية للأئمة والأولياء الصالحين المنتشرة مراقدهم في جميع أنحاء العراق، وكذلك فإننا نستمع في الأوقات المحددة للأذان من الحسينية والجامع، وفي أيام الأحاد  نسمع أجراس الكنائس تقرع في مناطق تكون الغالبية فيها من المسلمين، هذا بالإضافة الى العديد من الممارسات التي نمارسها في مناسبات دينية كثيرة، وتتدخل القوى الأمنية ودوائر الدولة في بعض المناسبات لمساعدة المواطنين في الوصول الى مقاصدهم؛ سواء للذهاب لأداء الزيارة أو عند العودة الى منازلهم بعد إنتهاء مراسيم الزيارة. وتلاحظ المرأة ملتزمة بحجابها الشرعي بدون أن تعاقب من قبل مديرها في الدائرة التي تعمل فيها.
ويلحظ الذي زار الغرب أننا نكن للأماكن الإسلامية كل التقدير والإحترام، لكونها تذكرنا بأننا مسلمين أولا وثانيا كمعلم سياحي يزوره الأجانب للإطلاع على الحضارة العربية الإسلامية. والتعرف على عادتنا وتراثنا الذي نعتز به.
ولابد أن يتذكر ذلك المسافر للبلدان الغربية عدم إطمئنانه لأكله وشربه ” من كونه حلالا أو حراما”، في الوقت الذي يقف في العراق أمام أي مطعم يأكل ويشرب وهو مطمئن البال على أن مادخل جوفه حلال
وفي التعليم، ترى مناهجنا الإسلامية تُدرس في جميع المراحل الدراسية، مع الإحتفاظ بالعادات والتقاليد التي هذبها الشارع المقدس.
هذا كله يمر في مخيلة الزائر للدول الغربية، وهو يلاحظ مستوى الإنحطاط الإخلاقي الذي إنحدرت إليه تلك المجتمعات، بالإضافة الى الإختلاط  بين البنين والبنات
بقي أن أقول أن التصرفات السيئة  يجب أن لا تطغى على التصرفات الإيجابية التي يراها ذلك المسافر، فنحن نرى أن الغربيين منظمين ومواعيدهم التي يعطونها للأخرين يلتزمون بها،وكذلك فأن المواطن  يشعر بالمسؤولية  قبل الشرطي الذي ينظم السير أو ذاك الذي يحفظ الأمن لأنه يعلم أن هذه المسؤولية  تظامنية، فعلينا أن نغبطهم عليها والأجدى بنا أن نكون نحن السباقين لذلك لأن ديننا الحنيف يحثنا على الوفاء بالوعود، والحديث الشريف يقول (( النظافة من الإيمان)) والنظافة لا تعني فقط النظافة البدنية، بل كل ما يحيط بالإنسان يجب أن يكون نظيفا.
الحمد لله الذي مَن علينا بنعمة الإسلام، وبهذه المراقد الشريفة التي تحفظ بلدنا وأهلنا من كل مكروه،

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب