23 ديسمبر، 2024 1:57 ص

سقف الله الازرق مرصع بنوارس من غيوم ، زكية ناعمة هي النسائم حين يتطاير  شعرها البني المسدول فوق منكبيها الغضين ، تلوذ خلف جدار سميك من ارقام مصفوفة بين قارتين ، هاربة من الضوء وانحسار الطاقة ،  ورث ذعر المرآة  شرخا فيها ، ظنت ان الظل سيهزم جبروت الزمن ويوقف عدو السنوات وهروب الايام … واحتلت الشمس كبد السماء ضاحكة ، توزع ابتساماتها الذهبية هنا وهناك بين المروج والبساتين الخضراء وحقول القمح في ذاك اليوم الربيعي…. جهلها نحو العاطفة اعمى والاحاسيس بصير، تجهل اصابعها الملساء عد السنين والايام ، تبدو مرعوبة من ثنايا الضوء وجبروت الارقام ، غصن رقيق ، هزه النسم فتمايل بغنج ودلال وظل يهفو معلقا في ثنيا الريح يتمايل بتكاسل وكأنه وفي كل مرة يتوق ان ينكفئ في الارض ليطيح صيدا او رزقا …..لا… هو نعمة من الله….. كيانا مسقولا بآيات  الجمال ، تمتاز به سيدة الرقة واللذة ، عن كل نعمه ، خلقها القدرة بدقة وروية ، ارادها تحديا سافرا لمخلوقاته فهي تمتلك كل عناصر الحياة والاستمرار دفعة واحدة , وتشمخ ان اللذة والنماء لا يملكها ما خلق الا هي …
 هبة او ربما موهبة ربانية ، ومن واهبها المقتدر ليثبت التوازن الحيوي بين ما زاد وما نقص و قدرته لمخلوقاته حين وضع نعومة الحياة فيها واسبغ عليها الانوثة دلقا حتى اصبحت طوف من زهر يجتذب الافاعي في الصباح الباكر للعبور اليه…. شيء عجيب لا يدركه عقل ولكن يسعى اليه بما اوتي من قوة وقدرة ، سر غريب تائه افي الاذهان يجتذب الاشياء كالمغناطيس ، لا يجاري سحره شيء، تبدأ منه الحياة وتنتهي اليه ، ويأتي الاستمتاع منها محورا يقتنص النفوس بين اعمدة السعادة والتراخي والانبهار التي يتوق اليه عبادها بكل مواردهم الذاتية والعقلية والنفسية والفيزيائية وحتى المادية… وتتحرك الشمس نحو الغرب وهي تلوح بيديها الذهبيتين وكأنها تودع سقف الله بنوارسه البيضاء الطافحة في الزرقة وتأمر النسيم ليشتد  قليلا كي يزيل النوارس عن طريقها لتغرب في بيتها المسائي هناك وبهدوء……
جري ذكوري متوحش نحو كيان الانثوثة ، يعرف المتصدي منا كنه السعادة جيدا في جسدها الملتمع ، اخال الضياع احيانا في صحراء جيدها الرخامي ، فهي التناصف القسري المصيري المرغوب دوما حين يبرق في افق النفس قران خرائط العالم الجغرافي بالعالم الانثوي بتلال ووديان من مرمر ناعم تلوح منه رائحة الخدر في تحد سافر وكأنها تقول:
-” هذا انا من يجرؤ الابتعاد عني… وهل تصمد الحياة بغيابي هنيهه….!؟”
 ويلوح القمر من بعيد وهو يتهادى خجلا من وجهها البهيج فهما بدران سماوي و ارضي وكلاهما يدوران في فلك الله الرحب ، همس الزمن في اذن مدللتي اليسرى وابليس في اليمنى فتصورت العشق هروبا من بوح تعتليه ارقام السنين ، وتناست التعرف على اعمدة السعادة الاساسية من لذة واستمتاع يعيش في داخلها وتحت قدميها…. اظن لو علمت كنهها لعاش هتلر وجبروته بين يديها  سوطا تجلدنا به وشمخت ماري انطوانيت على لوبس السادس عشر وقدمته للمقصلة بيديها ولما خنق عطيل دزدمونه بل لخنقته هي بيديها المجردتين وصفقت لها الملكة الزابيث حينها تحت ذهول شكسبير ، وقلبت المسرح المحظوظ رأسا على عقب….!….. وهل يجرؤ الانسان ان يدرك كنه السعادة التي يعيشها  فيها وسجنه الجميل الذي صنعت قضبانه  من ذهب ، ويبحث عن اخرى بديلا , فقد اعطي حد الرابعة بطرا ….لا اظن ذلك ….!؟…سؤال يطرح نفسه هو ولا يزال يجهل جبروت هذا المحتوى الملائكي المطروح في غرفة نومه….
سجنت مرارا ، الا مدللتي فقد منحتني كل شيء ، ، مسكها عبق زهر لا يعرف اللاءات ، هي نسمة الصباح وشكولا الزمن وتفاحة الدنيا المخددة بخدين ،  احمر والاخر ابيض حطت بين اسنان قرد حادة يقضمها انتقاما من جوع يكمن بين فخذيها الممتلئتين…..حتى شبع القرد ورمى ما بقي منها وبحث عن اخرى مسوسة ، استطعم فيها اكثر….فهو قرد….!… ادركتها بدرا كاملا وعشت بين شفتيها كلمة ، واخرى آهة لكني لا ادرك موقعي منها فهي عالم رحب وجبروت فسيح من سحر ، واشتد النسيم قليلا وبدأ يصفر في اذني وانا انقل امتعتي في مسكني الجديد فقد خيرتني المكوث في ارض منها فحرت ، حتى اشارت باصبعها نحو تلال تبدو قطعة من فردوس تتخللهما عينين دافقتين عسلا ، اسكنتني بينها فكانت ارض مقدسة وطاب لي الاقامة والتجوال في ذلك الفردوس العجيب ، هناك وفي ذلك العالم الرحب بين عيون دافق غذائها عسلا يستهوي القردة والدببة والدبابير في كل مكان وزمان…..