العيد.. والتراحم فيما بيننا

العيد.. والتراحم فيما بيننا

مع إطلالة العيد ..هناك طقوس سنوية تتكرر كل عام، لتمتين الروابط  بين أفراد الأسرة والمجتمع، منها « صلة الرحم، والزيارات البيتية، ومعايدة  الاهل والاقارب والاصدقاء ، وتفقد الايتام والارامل».

العيد هو يوم سرور وفرحة وبهجة  كما أقرّ في الشريعة الاسلامية، من أجل ذلك شرع الاسلام ان يوسع الرجال على اهلهم وذويهم في العيد.

قد يكون هذا العيد يختلف عن سابقاته بسبب «غلاء المعيشة»، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، الامر الذي ادى الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، واللحوم والدواجن، وبيض المائدة، والمستلزمات الطبية الصحية،والمواد المنزلية والانشائية، وكافة مسلتلزمات الحياة بشكل ملحوظ.

 صعوبة المعيشة والغلاء أدت الى عدم تواصل الناس فيما بينهم بشكل مستمر، لكن هذا لن يمنعنا من التواصل مع « الأهل وصلة الأرحام وتفقد الأيتام والفقراء والمساكين» بصورة وباخرى

ونبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم  شرع «زكاة الفطر» لتغني الفقراء عن السؤال بهذا اليوم « العيد ».

“فرَض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاةَ الفِطر؛ طُهرةً للصَّائم مِن اللَّغو والرَّفث، وطُعمةً للمساكين، مَن أدَّاها قبلَ الصلاة فهي زكاة مَقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”.

اقول.. دعونا في هذا العيد ان نخرج من طوق العادات والاعراف والتقاليد الاجتماعية، ونطرق بابا قد نكون غفلنا عنه اونسيناه في وقت ما، الا وهو «باب الايتام والمساكين والفقراء والمدقعين من الجوع »، هذه الشريحة التي كثرت في بلدنا لاسباب عديدة لانريد الولوج بها أكثر مما ذكرت في بداية مقالي.

دعونا نسأل انفسنا.. هل فكرنا في يوم ما أن نطرق بابا للايتام والفقراء والمساكين، ونتكفل قبل العيد بقوتهم وكسوتهم، واعانتهم قدر المستطاع كما نفعل مع عوائلنا ؟

هنا لابد ان نستذكر قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا»، وأشار بالسبَّابة والوسطى، وفرَّج بينهما.

وقال عليه الصلاة والسلام: « مَن مسَحَ رأسَ يتيمٍ، لَمْ يمسَحْهُ إلَّا للَّهِ، كانَ لهُ بكلِّ شعرةٍ تَمَسُّ عليْها يدُهُ حسناتٌ».

نعم ..شريحة « الايتام والمساكين والفقراء » كثيرة في بلدنا،وليس صعبا من تفقدهم وابداء المساعدة اليهم.

 اذاً دعونا نتفقد هذا ” العيد” اناس خارج أسوار بيوتنا، نحمل معنا الابتسامة و«العيدية» والطعام والهدايا لهم.

تعدّ العيدية من أهم مظاهر الفرح في « العيد» ليس في العراق فحسب، بل في الدول العربية والاسلامية ايضا.. ولاتقتصر “العيدية” على عمر معين او جنس، لكن الاطفال أكثر من يحظون بها ويسعون اليها، إذ تضفي على وجوههم أجواء الفرح والبهجة، وتعكس روح المحبة والألفة والتواصل لديهم.

والعيدية هي كلمة عربية منسوبة إلى العيد، بمعنى “العطاء أو العطف” وترجع هذه العادة إلى عصر المماليك، فكان السلطان المملوكي يصرف راتباً اضافيا بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومن يعملون معه وكان اسمها « الجامكية» .

ولا تقتصر«العيدية» في يوم العيد على « النقود» فقط بل هناك بعض العيديات الخاصة في العيد، حيث تحرص بعض الفتيات على معايدة أمهاتهنّ وصديقاتهنّ بهدايا ثمينة، معبرن بذلك عن محبتهن لهن، حيث يقمن بشراء قطعة ذهب او زجاجة من العطر الثمين، او قطعة ملابس، لأمهاتهنّ، ويهتمن بتغليفها بغلاف جذاب، ويكتبن عليها كلمات رقيقة عن العيد.

اما الشباب فيقدمون أجمل الهدايا للاباء وكل حسب ذوقه، فمنهم من يشتري الثوب العربي لابيه، ومنهم من يجلب له البدلة والعطر المميز وربطة العنق، والمسبحة.

 ختاماً.. «عساكم من عواده» وكل عام وبلدنا وانتم بالف خير

أحدث المقالات

أحدث المقالات