18 ديسمبر، 2024 7:53 م

العيد.. معاني من خلال بعض المواقف

العيد.. معاني من خلال بعض المواقف

رمضان أيّام معدودات وأوقات معدودات، تبدأ بالحمد وتنتهي بالحمد
استيقظت صباح يوم أوّل عيد لأداء صلاة الصبح. وأوّل عمل قمت به بعد الوضوء، أن أسرعت نحو طَاسْ ماء، وشربت حتّى ارتويت، وختمتها بالحمد لله تعالى.
رحت أحدّث نفسي، وأقول لها: البارحة في رمضان، كنت أسرع لأتوقف عن الشرب قبل أذان، واليوم وفي اليوم الأوّل من العيد، أسرع لأشرب مع الأذان.
البارحة وأنا صائم، حمدت الله لأنّي لم أشرب الماء مع أذان الفجر، واليوم مع اليوم الأوّل من العيد، حمدت لأنّي شربت الماء مع أذان الفجر.
المؤمن كلّه خير، يحمد الله حين يقطع الأكل والشرب عن نفسه، بل يسرع ليفعل ذلك قبل أذان الفجر. ويحمد الله لأنّه شرع في الأكل والشرب مع نفس الأذان يوم العيد.
رمضان أيّام معدودات وأوقات معدودات، تبدأ بالحمد وتنتهي بالحمد. يسرع المرء في الأوقات الأولى التي تمنعه عن الأكل والشرب، وفي المغرب والعيد يسرع في الأوقات الثّانية التي تبيح له الأكل والشرب.
يقطع عن نفسه الأكل والشرع حين يشرع في الصيام، وهو فرحا مسرورا وأمام الملأ، لأنّها من شعائر الله التي تستوجب الافتخار والإعلان. ويبيح لنفسه الأكل والشرب حين يشرع في الإفطار وقت المغرب ومن أوّل يوم من العيد، لأنّها من شعائر الله التي تستوجب الافتخار والإعلان.
فهو إذن من شعيرة عظيمة تحثّه على الامتناع عن الأكل والشرب، إلى شعيرة عظيمة تحثّه عن الأكل والشرب. ومن افتخار بصيامه، إلى افتخار بفطره.
هذه النعم لايعرف قدرها إلاّ المؤمن، الذي جعل شهوتي الأكل والشرب وفراشه تبعا لربّه، وألزمها بوقت معلوم، يمنعها حين يشاء ربّه، ويمنحها حين يشاء ربّه.
ليعلم المرء أنّه يعبد ربّه، وفق مايريد ربّه منه، وبالكيفية التي يريدها، لاكما يريد هو.
الزيارة مقدّمة على المحمول
أصبحت لاأستعمل المحمول إلاّ بعد أن أنهي زيارتي للجيران، وأخواتي وإخوتي، والعائلة، والأحباب. وبعدها، أتّصل بكل من اتّصل بي، وآخرين لم يتّصلوا بي.
زيارة الأخت قبل الأخ
شرعت هذا العام في زيارة أخواتي أوّلا، ثمّ إخوتي ثانيا، وعزمت بإذن الله تعالى، أن تظلّ من السنن الثّابتة. وعقيدتي في ذلك، أنّ المرأة ضعيفة، والرجل قوي، فلا بأس أن تقدّم في الزيارة الأخت الضعيف على الأخ القوي. ولا نلزم أحدا، بما التزمنا به.
وفاء الأخ لأخته
توفت أختي بتاريخ: 17 فيفري 2017، ومن يومها وأنا أزور زوج أختي، كما كنت أفعل مع أختي الكبرى من قبل . وزرته بعد زواجه، كما كنت أفعل أيّام أختي رحمة الله عليها، وسأظلّ متمسّكا بالزيارة، إكراما لأختي رحمة الله عليها.
زيارة المقبرة للنّساء والرجال، ومن خصّها بالرجل دون المرأة فقد تعدى وظلم
قال سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإنها تذكركم الآخرة”.

لم يحدّد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أوقات بعينها لزيارة المقابر، كما أنّه صلى الله عليه وسلّم، لم ينهى عن أوقات بعينها لزيارة المقابر.
والحديث يشمل المرأة والرجل، ومن الظلم والعنصرية، القول أنّ الحديث يخصّ الرجل دون المرأة، وأنّ زيارة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، خاصّة بالرجال دون النّساء، وكأنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بعث للرجال دون النّساء، ولم يرسل رحمة للعالمين.
للمقبرة حرمة، فلا تنتهكها بالمحمول
من العادات التي ألزمت بها نفسي ولا ألزم بها غيري، أنّي لاأدخل أبدا ومطلقا المقبرة بسيارتي، لأنّ لأهل المقبر حرمة لابدّ أن تصان، وستر يجب المحافظة عليه وأن لاينتهك. ومن التعدي على الحرمة والستر، اقتحام المقبرة بالسيارة، ومن أشدّ الظلم، لأنّ الميت لايستطيع الدفاع عن نفسه.
والبارحة، وأنا أزور مقبرة سيدي العروسي، رأيت أحد الزوار وهو فوق قبر أبيه أو أمه، يرفع المحمول ويطيل في الحديث، غير مبال بحرمة المقبرة، وأهل المقبرة. وهذا من سوء الأدب، وقلّة الأدب مع الوالدين، أحياء كانوا أو أمواتا، وانتهاك لحرمة المقبرة، وهتكا لسترها الذي يجب أن يحترم ويصان.