8 سبتمبر، 2024 2:37 ص
Search
Close this search box.

العيد الوطني العراقي الجديد ؟!

العيد الوطني العراقي الجديد ؟!

القسم الأول
لا يحق لمن لا يعرف تأريخ العراق أو أن يلفظ إسمه بدون رفع حرف العين فيه ، وقد قالها الكثيرون ( العُراق بالضم وليس بالكسر العِراق ) ، حرصا على مهابة قدره ورفعة شأنه . أن يطبل ويزمر لكل إعلان حكومي أو قانون فاقد لأصول تشريعه التأريخية ، بعد تحريفها وإنحرافها عن حقائق الواقع لأغراض سياسية مقيتة وبغيضه ، كما هو شأن سياسي الصدفة والحزبيين والمهرجين على صفحات التواصل الإجتماعي ، عند صناعتهم لأي حدث بعد الإحتلال الثاني للعراق خلال قرن من الزمن التعيس ، ويبدو أنهم لم يطلعوا على ما تضمنته المعاهدات والإتفاقيات والبروتوكولات العراقية البريطانية وغيرها خلال فترة الحكم الملكي ، وقبل بيان ذلك ، علينا أن نعرف بأن عصبة الأمم قد تأسست عقب مؤتمر باريس للسلام عام 1919 ، وعليه كان إنضمام العراق إليها بالرقم (57) بترشيح ودعم من دولة الإنتداب ( بريطانيا العظمى ) ، العضو الدائم في مجلس عصبة الأمم التي تولى منصب الأمين العام فيها للسنوات ( 1920- 1933 ) السير إريك دروموند من المملكة المتحدة ذاتها .
لقد كان أغلب أعضاء العصبة من الدول العظمى حينها ، التي تتعارض مصالحها مع ما تتخذه تلك المنظمة من قرارات ، فكانوا يرفضون التصديق عليها أو الخضوع لها والتجاوب معها ، وغالبا ما قام بعضهم بتحدي قراراتها وأظهر إحتقاره لها ولمن أصدرها ، فحين إتهمت العصبة جنودا إيطاليين بإستهداف وحدات من الصليب الأحمر أثناء الحرب الإيطالية الحبشية الثانية ، جاء رد رئيس الحكومة الإيطالية موسوليني بالقول ساخرا ( إن العصبة لا تتصرف إلا عندما تسمع العصافير تصرخ من الألم ، أما عندما ترى العقبان تسقط صريعة ، فلا تحرك ساكنا ) . وقد كان عجز العصبة على حل المشكلات الدولية وفرض هيبتها على الدول واضحا ومن دون إستثناء ، حيث كان نشوب الحرب العالمية الثانية دليلا قاطعا على فشل العصبة في مهمتها الرئيسية المتمثلة في منع قيام الحروب المدمرة ، وما أن وضعت الحرب أوزارها حتى حلت العصبة وخلفتها هيئة الأمم المتحدة ، التي ورثت عددا من منظمات ووكالات العصبة .

وعليه فإن دور العصبة لم يكن بالمستوى المطلوب دوليا في جميع المجالات ، لأن المعاهدات والإتفاقيات بين أطراف إنعقادها كان أكثر قوة وتأثيرا ، وبذلك نجد المادة (18) من المعاهدة البريطانية العراقية المؤرخة في 10/10/1922، قد نصت على أن ( تصبح هذه المعاهدة نافذة العمل حال ما تصدق من قبل الفريقين المتعاقدين الساميين ، بعد قبولها من المجلس التأسيسي ، وتظل معمولا بها لمدة عشرين سنة ، وعند إنتهاء هذه المدة تفحص الحالة ، فإذا أرتأى الفريقان الساميان المتعاقدان أنه لم يبق حاجة إليها ، يصير إلى إنهائها ، ويكون أمر الإنهاء عرضة للتثبيت من قبل جمعية الأمم ، ما لم تدخل المادة السادسة في حيز التنفيذ قبل ذلك التأريخ ، وفي الحالة الأخيرة يجب أن يبلغ إشعار الإنهاء إلى مجلس جمعية الأمم ، ولا مانع للفريقين الساميين المتعاقدين من إعادة النظر من وقت لأخر في شروط هذه المعاهدة ، وشروط الإتفاقية المنفردة الناشئة عن المواد ( 7، 15، 17 ) ، بقصد إدخال ما يترأى مناسبته من التعديلات ، حسبما تقتضيه الظروف الراهنة آنئذ ، وكل تعديل يتفق عليه الفريقان الساميان المتعاقدان ، يجب أن يبلغ إلى مجلس جمعية الأمم ، ويجب أن تتبادل تواقيع التصديق في بغداد . وقد وضعت هذه المعاهدة بالإنكليزية والعربية ، وستبقى صورة منها بكل من اللغتين في خزانة سجلات حكومة صاحب الجلالة البريطانية ، وللبيان قد وقع الوكيلان المفاوضان المختصان على هذه المعاهدة وثبتا ختميهما عليها) .

وحيث تنتهي المعاهدة المذكورة في أو بعد 10/10/1942 ، فقد قامت الإحتجاجات الواسعة من قبل أبناء الشعب ورجاله الوطنيين ورجال الدين ، معارضين بنودها التي كبلت بها بريطانيا العراق بقيود ثقيلة وجعلته عمليا خاضعا لمشيئتها ، مما تسبب في توقيع العراق وبريطانيا برتوكولا ملحقا بها في30/4/1923 ، جاء فيه ( لقد تم التفاهم بين الفريقين الساميين المتعاقدين ، على أنه رغما عن نصوص المادة (18) ، يجب أن تنتهي المعاهدة عند صيرورة العراق عضوا في جمعية الأمم ، وعلى كل حال يجب أن لا يتأخر إنهاءها عن أربع سنوات من تأريخ إبرام معاهدة الصلح مع تركيا ، وليس في هذا البرتوكول ما يمنع من عقد إتفاقية جديدة لأجل تنظيم ما يكون بعد ذلك من العلاقات بين الفريقين الساميين المتعاقدين ، ويجب الدخول بمفاوضات بينهما لهذا الغرض قبل إنتهاء المدة المذكورة أعلاه . وللبيان قد وقع المفاوضان المختصان هذا البروتوكول . ) .

أحدث المقالات