18 ديسمبر، 2024 10:17 م

العيد الثاني لصوم الايزيدية توشح بالسواد

العيد الثاني لصوم الايزيدية توشح بالسواد

العودة الى أحضان شنكال هذا هو الامل الذي ينتظره الايزيديين بعيدهم للسنة الثانية على التوالي وهم يحيون ايام الصوم الثلاث ويتوجوها بعيد صوم الايزي في اليوم الرابع ..
عيدان والمحنة لازالت مستمرة وهم يتعايدون وأحبابهم وبناتهم وأخوتهم البعض غيبهم الموت والبعض الاخر خطفوا ولا زالت اخبارهم مجهولة ؟؟
معبد لالش ذالك المعبد الذي يلتقي في رحباته هؤلاء الناس الطيبون هم وعوائلهم في يوم العيد بات الان حزينا لأن المحيين للعيد تسبقهم دموعهم قبل السير الى الجبل فيأبى الكثيرين الذهاب والبعض ممن لازال يرى في ان الامل لايمكن الا ان يكون معه وينتظر ان يكون العيد القادم قد حل والجميع ينعمون بالفرح وبتأدية كل المراسيم الجميلة التي ورثوها عن الاباء ومنهم عن الاجداد ..
الثلاثاء والاربعاء والخميس صام ابناء هذه الطائفة الاصيلة الوجود ويوم الجمعة هو يوم العيد حسب كانون الاول الشرقي ,, في قضاء شيخان حيث الاماكن المقدسة يتجمع الناس هناك ويتبادلون التهاني والاماني ويضحكون ويجتمعون وهم يؤدون طقوسهم في ذالك المعبد المهيب كل عام هم كذالك ,ولكن العام الماضي كان العام الاسوأ عام الكارثة عندما دخلت عصابات داعش الى مدن الايزيدية وسبت النساء وقتلت الرجال وصادرت الاموال وهدمت البيوت بحجج لم ياتي بها أحد من سلطان واصبحت مدن الايزيدية مستباحة بحجة أنهم غير مسلمين ولم يألوا المجرمين جهدا وهم يذبحون الاطفال امام عيون أمهاتهم وآبائهم .
معبد لالش اقدم معبد في للديانة الايزيدية تعلوه القباب المهيبة والشموخ وهو معبد استقرت فيه الملائكة وهو خميرة الكون (خميرة الارض) تحيط به اشجار الزيتون والبلوط وبعض اشجار التوت التي تبلغ من العمر اكثر من 150 عاما دفن في هذا المكان المقدس الكثيرين ممن كان يوما ما احد الاولياء لهذا المكان الذي يحتوي على مجموعة من الكهوف الدينية ..
تمر الايام ويعيش الايزيدين بأنتظار ايام الصوم والاعياد وهم يرون اهليهم وقد رحلوا بعيدا وأن معبدهم خاو من الزائرين الذين كانوا يرتادون المكان لتأدية لمراسيم والطقوس في ايام العيد لكن بعد الكارثة اصبح المعبد بعيدا عن عشاقه ومريديه ومحاط بالقوات الامنية والمفارز العسكرية لتأمين الحماية لهذا الصرح الكبير الذي هو بمثابة الحاضرة الدينية المقدسة للجالية الايزيدية التي تقول بعض الاحصاءات انها تتكون من أكثر من 600الف مواطن عراقي يعيشون في مدينتي الموصل ودهوك ,,
والى الان لازالت ماساة سنجار تلك المدينة العتيقة التي دخلتها العصابات الظلامية وعاثت بها فسادا ورملت وقتلت وسرقت لازالت هذه المدينة الى هذا اليوم خاوية من بيوتها وقصورها وأهليها اللذين غادروها هربا من فتك تلك العصابات الاجرامية .
اذن ربما يكون العيد غدا حزينا مثل عيد العام الماضي وربما سيبكى ابناء الديانة الايزيدية الاصلاء على ايام الامس وهم يتذكرون اهلهم ومدنهم وقصباتهم المذبوحة وسيتذكرون ابنائهم اللذين هجروا العراق وسكنوا بعيدا عن الديار وعن معبد لالش وعن سنجار وشيخان وبعشيقة ودهوك وهم يتطلعون الى يوم ياتي وقد عاد كل شيء الى ماكان عليه وتنتهي الماساة وتعاد البسمة الى تلك الوجوه الجميلة التي تحب الوطن وتضحي من أجل السلام ولا تريد ان تكون مظلومة الى ابد الابدين .
باي عيد عدت ياعيد هل جئت بالاحباب وبالراحلين الى لالش أم تركتهم في التواءات الطرق الوعرة تحت سطوة الظلام الدامس ..
هل يتذكرون تلك الايام واشجار التين والطاووس أم نسوا الامهات وكهوف الجبل العتيقة ,,انا أنتظر ايها العيد وسابقى أنتظر الى العام القادم لكني لا احب قدومك وانت تسير وحدك نحو سنجار بل سأدير بوجهي عنك اذا جئت وحيدا ..
انا انتظر وعيوني ترسل الضحكات الى اعلى الجبل وقلبي يدق بقوة وهو يرسم على اشجار الزيتون حروفنا الاولى التي كتبناها على جدران المعبد السميكة وفي كهف (شكفتا مير ابراهيم وشكفتا نومر خالا )
انا انتظر رغما عن كل الحزن وسابقى منتظرا هاهنا ولن أغادر الى العام القادم .
[email protected]