22 نوفمبر، 2024 11:29 م
Search
Close this search box.

العيبُ فينا أم في حُكامنا

العيبُ فينا أم في حُكامنا

حُزني على بلد ضاع تحت أقدام الغزاه ، دُمر كل شئ فيه ، سُرقت ثرواته ونُهبت خيراته ، ولكن الحزن الأكبر والجرح الأعمق
بعد كل الخراب الذي أصاب الوطن هو تدمير وخراب النفوس
علاقات أجتماعيه أصبحت بدون طعم ومذاق، دخلاء وفيروسات تسربت الى جسم المجتمع العراقي وعملت دون أن نشعر بنقل عدوى ومرض خطير تسرب شيئاً فشيئاً لنجده يستقر داخلنا ليصبح علامه مميزه وجديده تتحكم في تصرفاتنا وطبيعه
تحركاتنا وتكون خطواتنا مقيده بهذا المرض والفيروس !!!!.
لأاعرف ماهو السر الحقيقي الذي جعل كل هذا الغضب الالهي على الشعب العراقي ليُسلط عليه من لايرحمه ويرفق بحال شعبه المسكين ذات الاخلاق الحميده والطيبه ،  في عهد النظام السابق كانت أموال العراق مهدوره على حروب وأسلحه وكل العالم وقف متفرجاً ليدفع بنا الى قتال دام سنوات دفع العراقيين خيره شبابه  تحت عنوان الدفاع عن البوابه الشرقيه للوطن العربي ضدالاطماع الايرانيه ، في الأخر نحتمي بهم لنخفي طائراتنا الحربيه لديهم
 ( وكأنك ياأبو زيد ماغزيت ) شعارات رنانه لم نجني من وراءها غيرالدمار لسياسات طائشه أوصلتنا الى مانحن فيه !!!
لنجد أنفسنافقدنا ثرواتنا وسلاحنا وأرضنا الذي دفع الشهداء
دماءهم الطاهره من أجل الوطن ،  ثم جاء الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق بعد عمليه أحتلال الكويت وماصاحبها من الخناق الدولي على العراق واهدار ثرواته وتدمير كل البنى التحتيه له ، ثم حصل الذي حصل ودخل الاحتلال بجيوشه وجاء أبطال العمليه السياسيه الذين مسكوا بزمام أمور البلد مدعين أنفسهم محررين للعراقيين من نظام بدد ثروات العراق في الحروب !!!!!لينشروا ديمقراطيه جديده  وأستبشر العراقيين خيراً عسى ان يتخلصوا من هذه الحروب والحصار  التي طال البلد منذ عام ١٩٨٠ الى ٢٠٠٣ وان يجدوا مخرجاً لهم على حياه تكون هي الافضل لهم ولعوائلهم ولبلدهم وأن ينعموا بالخير والرخاء أسوه بباقي الدول المجاوره .
لكن للأسف الحكام الجدد جعلوا الشعب العراقي يترحم على تلك الايام ، أيام الحروب والحصار ، أيام نظام سابق بدد الثروات في الحروب ، وجدنا أمامنا وجوه جديده لم نعرفها سابقاً لم نجد حكام او سياسيين ، بل لصوص وسراق وعصابات ، تدربوا على ايدي مافيا دوليه !!!!! .
تفننوا في كيفيه نشر الفوضى والفساد وزرع الفتن الطائفيه ليتمكنوا هدم التلاحم الوطني والنسيج المجتمعي العراقي لتخلوا لهم الساحه ويقوموا بأكبر عمليات سرقه عرفها التاريخ لبلد يعد اليوم تاسع أغنى بلد في العالم !!!!!! أين ذهبت كل ثرواتنا طيله العشر سنوات المنصرمه ؟.
شعب مشرد في المخيمات يموت برداً وجوعاً لادواء ولاغذاء
وملايين المهجرين واللاجئين العراقيين الموزعين في دول العالم
لو نستعرض كل المشاركين في العمليه السياسيه ونحسب ثرواتهم قبل عام ٢٠٠٣ وثرواتهم اليوم سنعرف حجم الكارثه ومستوى الاداء الفني الراقي في فن السرقه !!!!!!
لن أتطرق الى أسماء لاخشيه منهم  ولكن لو تسأل اي طفل بسيط يقول لك كل السياسيين هم من نهب وسرق البلد !!!!!.
هل تعرفون ياحكامنا أن شعوب العالم تسخر من العراقيين ويشبوهنا كالبعير الذي يحمل الذهب ويأكل الشوك .
الى متى نرتضي بحالنا لم يكن للحكام لا في السابق ولا اليوم ميزه الهيه بحيث يكون أطفالهم واولادهم وعوائلهم مواطنين من الدرجه الاولى وباقي الشعب مواطنين درجه ثانيه ولكننا بسكوتنا عن حقنا في ثراوتنا جعل تفكير حكامنا يتصورا أنهم الاسياد ونحن العبيد ورضينا كشعب أن نقبل بهذا التوصيف وان نرتضي بلقليل ونسمح لهم بسرقه ثرواتنا واهدارها وتبديدها على مزاجهم وهواهم ونسكت خوفاً من سيف وسطوه الحاكم وأن نأكل فضلاتهم ومن فتات موائدهم .
 فكل شعب له الحق في أختيار الطريق الخاص به فماذا أختار شعبنا طيله تاريخه المملوء بالنكبات والنكسات والحروب ؟ الجواب واضح للجميع .
أن أحد الأسباب الرئيسيه التي يتمكن من خلالها الحاكم أسكات صوت الشعب ، هو تخويفه والتفريق بين مكوناته والزج بهم في نزاعات طائفيه ودينيه تلهيهم عن المطالبه بحقوقه ومعرفه أين يتم صرف ثرواته ، ومن المؤثرات القويه للطغيان والفساد هو سكوت صوت الحق واعلاء الباطل فيشعر الباطل أنه حق لعدم وجودالضمير الذي يعلمه بأخطاءه والضمير الحقيقي هنا هو المواطن ،أشعار المسؤول بقوه تأثير الجماهير عليه وجعل  الحاكم دائماً يفكر أن هناك من يتابع ويحاسب تجعله يخشى دائماً من غضب الشعب ، فالسكوت على الظلم والفساد يجعل ثروات البلد بيد الفاسدين بغير حساب ،  أتسائل سؤال مهم هل العيب فينا ام في حكامنا ؟ ان المسؤوليه مشتركه بيننا وأجد المثل الشعب ( المال السائب يعلم السرقه ) ينطبق تماماً على أموالنا السائبه وثرواتنا المهدوره  والعلاقه بين الثروه والحاكم والشعب  ، لنفترض جميعاً ان ثرواتنا صرفت بصوره صحيحه كيف يكون حالنا !!!!! على نظريه أن مالنا غير سائب ولم يسرق ، كلنا نتحمل مايجري لنا ولكن هل المفروض ان يبقى هذا المال من غير حساب وهل سيتعلم كل من يحكم العراق السرقه برؤسنا ونظل نتفرج على اموالنا تسرق امام عيوننا !!!
 ماأخشاه على بلدنا أننا ننسى هويتنا ونظل ندافع عن بلدان هي ليست بلادنا ولانجد من ينصفنا او يدافع عن بلدنا وثرواتنا .
  أذا اردنا الخير لنا ولأولادنا ولبلدنا علينا ان نجعل الحاكم يخشى غضبنا ويحسب حسابنا ويعمل من أجلنا ويجب ان نشعره
أنه مؤتمن على أموالنا فأذا خان الامانه فكلنا سنقف لمحاسبته لانه مالنا جميعاً وليس ملكاً لعائله الحاكم .
*[email protected]

أحدث المقالات