برأيي المتواضع أقول : لماذا نعتمدمصطلحات آيديولوجية مستوردة ، تقصد الإستغناء عن مصطلحاتنا الدينية والعربية الأصيلة ؟!!! أعتقد أن هذا يعود إلى تأثير المدنية الغربية وثقافاتها على الحضارة العربية الإسلامية ، ومن ثم؛ بثت بين وسائلها المختلفة تلكم المصطلحات ، ومنها مصطلح العلمانية تارة ً ومصطلح الإشتراكية تارة ومصطلح الشيوعية ومصطلح القومية ومصطلحات عقائدية أخرى، تسعى بها إلى طرح المصطلح البديل عن (((الإسلام))) في العالم الإسلامي . عليه؛ إذا كان وجه العلمانية وجه للإسلام ، فلنبقى على وجهنا الأصيل ، وليعتمدوا هم ما شاءوا من وجوه غيره .
ليس المعيب في الفكر الذي يعتقده المسلمون في العالم اليوم هو الدين ، ولكن المعيب فيه هم المتدينون ، وأقصد المتدينين الذين لم يعكسوا الوجه المشرق والصحيح لدينهم الذي تدينوا به .. وهم كثر كما تعرفون . من هنا؛ لابد لنا ــ كمسلمين حقيقيين ــ أن نفصل بين الإنتفاع بالإسلام وبين منفعة الإسلام ، إنَّ منفعة الإسلام هي صيانة ماء وجهه وحفظه دون تشويه ، أما الإنتفاع بالإسلام ؛ فهو أن يكون الدين لعق على الألسنة المتدينة دون تطبيق المفاهيم التي دعا لها هذا الدين،ودون جعلها سلوكاً يومياً في التعامل بين الإنسان والإنسان وبين الإنسان والله سبحانه.
نحن نرى الهاتف الجوال .. هذه الآلة الصغيرة التي لا تتجاوز حجم كفّ يد الإنسان ، وهي تجمع العالم الكبير فيها ..على شاشتها السليكونية وعبر مكونات إلكترونية صنعت من الجرمانيون والسليكون والنحاس وغيره من المعادن ، وماهي إلا آلة صنعها عقل إنسان ، وبها نتواصل باللحظة مع أنأى نقطة على كرتنا الأرضية ، فمابلنا بقدرة الله .. ماهي إمكاناته المتاحة التي لاتراها الأبصار ولكن تتدبرها الأفكار ..
حقاً إذن ؛ إنَّ الله يعلم ماتوسوس لنا نفوسنا وهو أقرب إلينا من حبل الوريد ، عرفنا هذا وأستيقنا به أكثر ، عندما رأينا (الموبايل) !!!
نعم ؛ إنَّ (العالم الغربي) هو الذي صنعه لنا ، لكنه إنما صنعه له ، ثم جعلنا أسواقاً رائجة لتسويق منتجاته التقنية والطبية مقابل ثمن ، وليس free of charge ـــ تحياتي ..