العولمة .. هي ارتباط مجموعة من العمليات, الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية, وتعددت التعاريف باختلاف الباحثين في الموضوع, ويتضح من الواقع الحالي, شكلا جديد لها.. العولمة الشيطانية الصهيونية الأمريكية, التي يستخدمها الاستعمار وأعوانه, قامت بإثارة الأحقاد الدينية والقومية بين الشعوب, من أجل تفتيت دول العالم .
أثرت الافكار الشيطانية الإعلامية الامريكية على الفكر العربي, وانجرار حكام الدول العربية وملوكها, لتنطوي تحت الغطاء الشيطاني الأمريكي, حيث أثر على اقتصاد الدول العربية, ساعد أمريكا للاستحواذ عليه, ليرتبط مصير هذه الدول تحت تصرفها, والتدخل في شؤونها السياسية, وحياة الفرد والمجتمع, لتلعب دور جديد هو نشر الثقافات الغربية, في الوسط العربي .
تقبل الشعوب العربية بشراهة, الغزو الثقافي, واقحامه على أخلاق ومبادئ الدين الإسلامي, التي شملت الثقافة الاستهلاكية والشبابية, وإعادة صياغة علاقة الدول مع بعضها, لتنتقل من صفتها التي جاءت بها كعولمة إلى الهيمنة, وأثرت على الموازين الاقتصادية للبلدان النامية, فأصبح الدافع الأساسي للاستعمار الهيمنة على الجانب الاقتصادي, بهدف انتعاش اقتصاد بلدانهم, ورفاهية شعوبهم, وإشغال شعوب البلدان المهيمن عليها, لتنفيذ المخططات, وشق صفوفها.
استطاعت أمريكا والصهيونية شق الصف العربي, مستعينة بمن هم قليلي الثقافة والإيمان, وأصحاب الشيطان الرجيم, أوطانهم وشعوبهم تسلب, وشغلهم الشاغل التسكع في دول الغرب, وملذاتها الدنيوية, يتجاهلون أن اموالهم خيرات شعوبهم, سيدفعون ثمنها .
استخدمت بث أفكار عدوانية, لجعل الجانب الديني سلاح تهديد, وتفرقة بين البلدان وشعوب البلد الواحد, دفعت السعودية وحكامها لأن تكون الواجهة, رغم أن حكومتها فارغة فكريا, فاستطاعت أن تجد التأييد الوافي, لتحتضن أفكارها السامة, بانطلاق شرارة حرب التفرقة, بتبني الفكر السني ضد إخوانهم الشيعة .
وجدت حكومة العراق في عام 1980, تتوفر فيها شروط الاندفاع, لإشعال الحرب, ولكون نسبة الشيعة في هذا البلد هي الأغلب, ولإضعافهم أقحمتهم في حرب, مع جمهورية إيران الإسلامية, التي طال أمدها ثمان سنوات, تسببت بخسارة الشعب العراقي .
لم تكتفي بذلك واستمرت بخلق الفتن, فتوجه العراق لاحتلال الكويت, وسبب خسائر مادية وبشرية, أنهكت الجيش العراقي, كان صدام أداتها لهلاك الشيعة في المنطقة, وبإرادة الباري أنقلب السحر على الساحر, ليكون من الهالكين .
لتشرق شمس صباح يوم جديد, ينتعش بها من كان مظلوما, لتعود القيادات الدينية والسياسية المشردة والمهاجرة لوطنها, بعد فراق طال سنين, دفعهم شغف تربة الوطن وحبهم لشعبهم, يتصدر مقاعد الحكم والقيادة, بصورة مباشرة وغير مباشرة .
كانت أمريكا والصهيونية مرغمة, لتقبل واقع الحال, لادعائها أنها محررة وليست محتلة, أستطاع العراق إعادة ثقته بالمحيط الخارجي, والدول المجاورة الإسلامية, وكان الدور الأكبر لجمهورية إيران الاسلامية, أن تحتضن أبناء المذهب الواحد, وفق الروابط والعلاقة التي ترتبط معها, بحكم الدين والمراقد المقدسة, المشتركة في البلدين, التي تعد شفيعة الشعوب عند الباري .
بعد فشل أمريكا باحتلالها العراق, وإعلانها أنها ليست محتلة, ولحفاظ ماء وجهها أمام شعوبها, يترتب عليها أن تترك البلد لأهله, لم يحصل ذلك ببساطة, بل بجهود وسياسة قادتنا ومرجعيتنا الثابتة, على مبادئ وأخلاق الإسلام, التي تنادي أن الشعب العراقي, شعب واحد وتنبذ التفرقة, أن ذلك من المؤكد يجعل أمريكا والصهيونية, وأعداء الإسلام ألا يغمض لهم جفن, ويمتعضون أن ينتعش المذهب الشيعي, فكادوا كيدهم وشيطنتهم, لتفرقة الشعب الواحد العراقي, وخلق فجوة بين الشعب, لتقسيم البلد إلى كرد شمالا, وسنة غربها, وشيعة جنوبا, مشروعا استعماريا قديم .
استطاع قادتنا ومراجعنا الكرام, تفنيد هذه المزاعم والحفاظ على تماسك الشعب العراقي الواحد, ذات العيش المشترك, لم ينتهي البرنامج الشيطاني الأمريكي الصهيوني, الذي يترعرع بأحضان السعودية, وقطر ودول الخليج الأخرى, والعمالة الكردية التركية, تكاثفت جهودهم وخيانة بعض المتسلطين, ساهمت تركيا والأكراد العراقيين بإدخال عصابات الإرهاب, واحتلال الموصل من قبل ما يسمى ب(داعش), عصابات الكفر والإرهاب .
(داعش) عصابة كفر وإرهاب, من إنتاج أمريكي صهيوني سعودي قطري, مع اشتراك دول أخرى ترعى الإرهاب والقاعدة, هدفها اجتياح العالم, وتشويه سمعة الدين الإسلامي, ساعدها العملاء والخونة, من الارتكاز في سوريا والموصل, وبعض الحواضن في غرب العراق, لتتوسع وتنتشر .
استدرك أمرها مراجعنا وقادتنا, فكان الرد بالجهاد الكفائي, الذي أعاد هيبة الجيش العراقي, وثقة الشعب بالحكومة, بعد التغيير واستبعاد الخونة, والمتشبثين بالمناصب, وإنقاذ العراق من شفا الهاوية, وأعاد لأمريكا والصهيونية رشدهم, وليس من السهل تمرير المخططات, والعراق يحوي قادة وعلماء ومفكرين, تمتد جذورهم لآل بيت الرسول (عليهم السلام) .
تم فرض شروط ومطالب, ومماطلات أمريكية شيطانية, لتفرض على العراق, للخلاص من التكفيريين والإرهابيين, رفضها قادتنا ومراجعنا الكرام, لكونها تتنافى مع مبادئنا وأخلاق ديننا, التي ترفض الخضوع للمحتل والمعتدي .
كشف العولمة الشيطانية, ونوايا أمريكا في العراق والبلدان المجاورة, التي باتت لا تجدي نفعا لها, بفضل تطور ثقافتنا, وتوجيه وإرشاد مراجعنا, والتدخل الروسي الذي أعاد موازين القوة في المنطقة, ودور جمهورية إيران الإسلامية الفعال في المنطقة, ومساندتها لبلدنا, أوشكت عصابتها تقترب من نهايتها, والانتقال لمرحلة جديدة, لبناء عراق جديد .
نترقب رد فعل شيطاني جديد الأمريكا والصهيونية وعملائها!