تتصاعد اللقاءات السياسية والحوارات لبلورة رؤية مشتركة ترافقها اجراءات عملية على الأرض وطرح اوراق المصالحات الثنائية والثلاثية مع قرب الاستعدادات للانتخابات لايرتجى منها شيئ يمس جوع الفقراء والمحتاجين الذين يستقبلون الموت من اجل لقمة كريمة ،هذه الحوارات والمساومات والتسويات جلها الغاية منها اثبات وجود للكيانات المشاركة في الحكومة المريضة التي لا يمكن من تشبع جائعاً او تكسي فقيراً جالساً على رصيف الشارع ليتقي برد الشتاء القارص او سقفاً يحميه من المطر هذه النعمة الالهية .
حانه على المسؤول أن يشعر بالتقوى في نفسه ( والتي غابت مع الاسف ) يلزمه أن يشعربالمسؤوليّة تجاه الفقراء وهم الذين لا يملكون عيشهم، والمساكين وهم الذين لا يملكون قوت يومهم و عليهم ان يتحسّسوا آلام جوعهم وعطشهم ممّا يدفعكم إلى تحمل مسوليتهم ورفع الضيم عنهم .ولنعرف ان الكرامة لا تصنع الا على اكف الجياع .
لقد جعل الساسة من المجتمع العراقي رغم عدم وجود اصلاح ولا اعمار يعيش في فوضى سياسية تعصف في البلاد ويقودها البعض ممن يتقلدون مناصب لها ثقلها في الدولة العراقية وابنائه منقسمون الى مكونات و لكل منهما محرماته الخاصة ومباحاته الخاصة ودينه الخاص وثقافته الخاصة وسلوكياته الخاصة ونظام علاقاته الاجتماعي الخاص ، عشائر والقاب ، مجتمع يسير نحو تشكل عمودي حاد لطبقات اجتماعية متنافره ….ينظر كل منهما للأخرى كعدو ينبغي الحذر منه . ومن هنا نرى ان البلاد التي لا تتمتع بسيادة القانون ولا تسودها الحرية ولا تقبل بحرية الرأي والتجمع والتضامن ولا تسمح بنمو طبيعي لمؤسسات المجتمع المدني بكل أشكالها، سوف يصبح مرتعا وخيما لشرور المتنفعين وتسوده امراض اجتماعية فتاكة . الجراح كبيرة والمصيبة ليس هناك من يبحث عن حل لمشاكل المواطنيين الذين يبحثون عن الفرح وعن قوتهم مثل الطيور المهاجرة واعشاشها في خراب والساسة مستفيدين من الفوضى التي تعم كيانه وتعتبر من اصعب الفترات التي تمر بالبلد وقد تنامت فيها الكثيرمن السلبيات الاجتماعية وطفت على السطح الكثير من العراقيل التي اصبحت متشعبة وذات ابعاد سياسية ومذهبية وهذه تعتبر ارضية خصبة للكثير ممن يريدون النيل من هذا البلد وشعبه .فبعدما تتأججت نار الفتنة وآخذت مأخذها وتنامى دورها السلبي في الواقع واصبحت تشكل غصة يكمن خلفها من يتربص ويريد بهذا البلد شرا ، يستوجب من السادة الكف عن الضحك على الذقون والعمل لاجل خروج البلد من هذه المحن وان تكون سياستهم تسودها الفطنة وانقاذ العباد من الماسي والنكبات والنزول من صهوة جوادهم الاعمى الى مستوى الشارع وحل العقد.لان لقمة الخبز اهم من تسوياتهم . ومن الذي جناه المواطن من مواثيق الشرف العديدة غير نزف المال وزيادة الجياع ورفع مستوى البطالة وسرقة الخزينة وحقوق الموظفين والمتقاعدين لصالح المستنفعين من رجالات السلطة .