كنا نحسب أن في (بعض) الحكام المسلمين خاصةً العرب وتحديداً العراقيين الذين تقودهم أميركا، بالدفع السعودي، أو بالدفع الإيراني، بقية خير للمسلمين فعلاً، وفي كل أرض، بقية خير لا ينتقي الموقف والقرار والفصل والمادة، ولا يحلل الحرام ويحرم الحلال.
كنا نحسب أنهم سيكتفوا هذه المرة بسرقة “ماخف وزنه وغلا ثمنه”. لكنهم مدوا أيديهم الطويلة لما ثقل وزنه وغلا ثمنه. أي بأن ينهبوا مبلغ الـ(مليون) دولار فقط المضاف فوق كل مبلغ (مليار) دولار أو (نصفه) مساعدات ترسلها البلدان العربية والأجنبية لإغاثة وإسعاف المشردين السوريين والفلسطينيين والعراقيين في مخيمات النزوح واللجوء والشتات داخل وخارج بلدانهم.
دولة الكويت أرسلت هذه المرة (نصف مليار ومليون دولار). كانت تتصور أن بطون المشرفين على وزارات وهيئات ووكالات ومنظمات وجمعيات تتعامل مع اللاجئين والنازحين، كوزارات (الصحة. الهجرة. المهجرين. المغتربين. الداخلية. الخارجية. العمل والشؤون الاجتماعية. منظمات الهلال والصليب الأحمر الدولية. أطباء بلا حدود. منظمات ووكالات ترتبط بالأُمم المتحدة) ستمتلأ بالمليون دولار الإضافي. حصل العكس. طار كالعادة الـ”مليار” دولار وأنفق الـ”مليون” الإضافي على المشردين سلفاً.
وهذا مادفع سفراء دولة الإمارات إلى الإشراف بأنفسهم على حملات توزيع مساعدات بلادهم على هؤلاء المشردين في مخيمات اللجوء خاصةً في لبنان ومصر والأُردن وتركيا، حيث اليد تطول وتطال كل شيء هناك، وحديث مخزٍ عن شراكات وصراعات بين مسؤولين عراقيين ومن تلك البلدان على سرقة تلك المساعدات واستبدالها في الموانئ، أي توزيع منتهية الصلاحية بدل (نافذة المفعول) والنوع الرديء بدل النخب الأول.
لهذا السبب فاحت من مواقع المهجرين الفلسطينيين والسوريين والعراقيين روائح الفساد، وبدأت المتاجرة بالمعونات التي لا تصل لهؤلاء النازحين بل يتم بيعها في السوق إضافةً للمعاملة السيئة التي يقوم بها البعض ما أدى بهؤلاء إلى النزوح عن ديارهم. سوء مقابل سوء، وظلم يتمم ظلماً، ونهب أخو نهب. وقد ذكر بعض النازحين أن حملة المساعدات المادية التي تم التبرع بها من دول خليجية ذهبت قسائمها إلى أمكنة أُخرى وتجار المساعدات. يشمل النهب حليب الأطفال، والأغطية التي يستعين بها النازحون على البرد وأدوية المرضى وحاجيات المسنين.
ختاماً بماذا نطالب (بعض) حكامنا وهؤلاء المسؤولين المشرفين على توزيع القضاء والقدر والحياة الممرغة بالذل والأَمّر..؟ نطالبهم بالحياء..؟ صعب. فليسوا من طينته. بماذا نطالبهم إذن..؟ بلا شيء، لأنهم لا شيء. فلقد قُدت وجوههم من أحذية المغيرين وسلخت من قفا “شرعية النفاق الدولي” التي بها يحتمون، ومنها يستمدون حكمهم والظلم. وليرحم الله ما تبقى من الكرامة التي يمرغها هذا النفط الذليل بهم.