17 نوفمبر، 2024 11:45 ص
Search
Close this search box.

العهد .. قتال بين البشر والانسان

العهد .. قتال بين البشر والانسان

العهد .. ما هو العهد ؟ هل هو كلمة تقال وتعني صدقني سأفعل هكذا وهكذا ؟ او كلمة تعني اني سأكون وفيا او وفية لقضية ما مع شخص ما ؟ او انها كلمة اعتدنا على قولها لتأكيد موقف ما ؟

من المؤكد انها ليست كل ذلك .. انها كلمة لفظية صوتية ذات دلالات ومكنونات روحية ينطق بها الانسان صوتا غير انها نسمة من ذاته يكون حينها اكثر صدقا من اي وقت مضى كونها لا تصدر من الايعازات العصبية للدماغ انما من قلب شجاع تبنى موقفا ما تجاه انسان ما .

هنا يتبادر السؤال للقارئ ، لماذا تستخدم هذه المفردة احيانا كثيرة كما اشرنا في مقدمة مقالنا وليس بمعنى مدلولاتها التعريفية او العلمية المعروفة ؟ الجواب هو وببساطة ان هؤلاء الناس لا يفقهوا قدسية هذه الكلمة وتوارثو استخدمها عبر موروث مجتمعي مشوه منقطع عن الورائيات التي تربط بين التصرفات الانسانية اليومية المعتادة وبين التصرفات الصادرة عن اصل الانسان والمقصود ذاته العليا وبالتالي فأن الجهل الفلسفي لدى معظم شعوب الشرق الاوسط هو وراء سقوط هذه المفردات او الكلمات المقدسة وابتعادها عن تأثيرها الوجداني الذي يفترض ان يحدث هزة روحية لدى المستقبل لها من الافراد .

السؤال الاخر وربما الاكثر اهمية الذي يتبادر للقارئ هنا .. كيف لنا الحفاظ على قدسية وعظمة هذه المفردة وجعلها ذات تأثير وجداني يعبر عن ماهيتها ومدلولاتها الاصلية ؟ هنا لا نخاطب النخبة من الناس بل خطابنا للناس اجمعين فلا نعتقد ان ما سنقوله يصعب تنفيذه على اي انسان اراد ان يقولها بصدق وتجرد عن ملوثات الحياة حيث ان الجواب هو الاتي :

ان اي منا يستطيع التمييز بين الحق والباطل بين الصواب والخطأ بين الصدق والكذب بين الاحساس بالشيء وتمثيل ذلك الاحساس بين الشعور بالشيء واللا شعور به بين الحب والكراهية بين الذات والاخر بين الموقف المشرف والتخاذل بين الشجاعة والجبن بين الكلمة واللغو منها واخيرا والاهم بين الانسان والبشر .

ان التمييز بين ذلك كله هو مفتاح الحل في التفريق بين الاستخدامين للمفردة المقدسة اي ان استحضار المفاهيم السامية للغاتنا الانسانية سواء العربية او الاخرى وهي مرتبطة فلسفيا فيما قلناه سلفا اي بمعنى ان النطق بالمعنى الانساني الروحي للكلمة مع استحضار الايمان المطلق بمعناها المقدس وهنا لا نقصد كلمة العهد فقط بل سائر المفردات التي تصدر من الذات المرتبطة روحيا بالباري جل وعلا ، ان هذا الاستحضار سيعطيها معنى وتأثير ورائي لا محدود عند المستقبل الذي توجه له الكلمة وبالتالي فأنها ستأخذ مدياتها المراد منها حتى لو اجتمع العالم بأسره على قول خلاف تلك المدلولات فستكون عند الصادق من قائليها بمعناها المراد كونها لم تكن يوما صادرة من العقل الظاهر للانسان ليكون تأثيرها خاضع للسلوك الجمعي بل انها صادرة من الاصول الانسانية الالهية المقدسة وتأثيرها يخضع للفرد المعني لا المجتمع البشري ، وهنا لا بأس ان نذكر القارئ الكريم بالفرق بين المجتمع الانساني والمجتمع البشري وربما نخوض بهذا الفرق خلال مقال اخر لعدم تشتيت الفكرة الانية لموضوعنا الحالي .

واخيرا لا يسعنا الا تذكير القارئ بضرورة القتال في سبيل الحفاظ على الروابط الانسانية التي تجمع الناس من خلال ارتباط الجزء بالكل اي بمعنى تلك التي تجمع الاصول ببعضها عن طريق استحضار الاصل الجامع لها فيجعلها حالة واحدة يسودها السلام والرحمة والسكون الذي يقودنا للطمأنينة .

 

أحدث المقالات