23 ديسمبر، 2024 9:54 ص

“أرى العنقاءَ تكْبرُ أنْ تُصادا…فعاندْ مَنْ تطيقُ لهُ عِنادا”
العرب يدّعون أن المستحيلات هي “الغول والعنقاء والخل الوفي” , وما أصابوا , فالعنقاء ذلك الطائر الخرافي الأسطوري الحجم يحلق في سماء مدينتنا ونراه بين فينة وأخرى , ولديه مهارات سرط البشر وإخفائهم بسرعة خاطفة , لا يقدر على لمحها بصر!!
العنقاء تتجول في شوارع مدينتنا , وتسرط ثم تسرط , ولا أحد يجرؤ على الوقوف بوجهها , وتحديها ومساءلتها وردعها , فستصول عليه , وتستعدي أعوانها وشراذمها , لتقضي على مَن يمنع سرطها للناس.
العنقاء تصول وتجول , وأحيانا تلبس عمامة , وأخرى تطلق لحية , وترتل آيات من الكتاب الحكيم , وتؤولها على هواها ووفقا لمقاسات مصالحها ونواياها , فهي تعبر عن إرادة الإله الذي فوضها بمعاقبة العباد , فهو لللآثمين بالمرصاد.
ما أنصفكِ أيتها العنقاء , عندما تترجمين وحشية ربك الذي يأمرك بالسوء والفحشاء والمنكر القبيح , وتتمنطقين بالرحمة والعدل والإحسان , وتنامين على جثث الأبرياء المخطوفين من شوارع مدينتنا , التي ما عرفت هذه الجرائم الشنيعة السوداء.
أيتها العنقاء : لماذا تخطفين الناس؟
– إنها إرادة الفتوى!!
– الفتوى رأي!!
– مَن قال هذا , إنها أمر , ..وأطيعوا أولي الأمر!!
– أ تقصدين العمائم؟
– العمائم التي أقلد!!
– ومَن أعلمكِ أنها لا تتجار بالدين؟
– أنت من المارقين , ويحل خطفك بفتوى , لأنها تمثل إرادة رب العالمين!!
– وهل هذا هو الدين؟
– ديني هو الدين وأنت من الكافرين!!
نعم العنقاء تحكمنا برؤيتها المتطرفة وعواطفها المتأججة العمياء , فويل لمن ينطق بلسان الدين المبين!!
فعسروا ولا تيسروا , وإستثمروا بالجاهلين!!
د-صادق السامرائي