9 أبريل، 2024 7:54 م
Search
Close this search box.

العنف الاسري وعقلية الفرد العراقي

Facebook
Twitter
LinkedIn

يذهب الكثيرون في تصرفاتهم لاستخدام القوة المفرطه في فرض امر معين داخل الاسرة وغالبا ما يحدث العنف الأسري عندما يعتقد المعتدي أن العنف حق له أو أمر مقبول أو مبرر أو من غير المحتمل الإبلاغ عنه فيتمادى في غيه وطغيانه واعتدائه على اسرته واطفاله بل ويتفنن بعضهم في استخدام اساليب القوة والتنكيل ليعكس مرضه النفسي وروحه الساديه اتجاه عائلته واطفاله على حد سواء .

يميل عدد كبير وكثير من عامة الناس في المجتمع العراقي خصوصا الى لغة العنف والضرب والقساوة مع العائلة والاطفال ولا يعترفون بأنهم مسيؤون أوخطاؤون لأنهم قد يعتبرون تجاربهم الوحشيه هذه نوعا من انواع التربية والاصلاح والمصلحه متناسين في ذات الوقت ان استخدام القوة في تنعنيف الاسرة والاطفال سوف ينعكس سلبا على نفسية العائلة باكملها ويعلوا القلوب الحقد والضغينه والكراهيه فتسود بذلك حالة عدائيه يتحكم بزمام امورها الشيطان والعياذ بالله ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) ولا يقف العنف الأسري عند حد معين فتبعاته تاخذ مجالات حياتيه ونفسيه واسعة وكبيرة ومتشعبه وخاصة عند الاطفال فالعنف يسبب لهم العزلة والخضوع والخوف الدائمي ( الجبن ) وسهوله السيطرة عليهم فترى اغلب حالات العنف الاسري تؤدي الى إعاقات جسدية ومشاكل صحية مزمنة وأمراض عقلية وضعف القدرة على إقامة علاقات صحيحة وقد يشمل ايظا الضحايا اضطرابات نفسية شديدة وغالبا ما تظهر لدى الأطفال الذين يعيشون في عائلة تستخدم العنف مشاكل نفسية في سن مبكرة مثل العزلة والخوف الكبير من التهديدات الخ .

قساوة الفرد العراقي ومروره بظروف حياتيه ومعيشيه صعبه وانعكاس الحروب وتبعاتها وظروف الحصار وتأثير الحكومات الفاشلة على مجمل وضع المواطن وتفكيره وثقافته وكما يقال الانسان وليد بيئته وغيرها اضافة الى التراكمات الجينيه والوراثيه فللظروف والثقافة عامل مهم في صناعة سلوك الناس في في كل المجتمعات الإنسانية وقد تسببت هذه العوامل مجتمعة في ازدياد حالات العنف الاسري وتعنيف الاطفال فاغلب الحالات يعود سببها الى رغبة رب العائلة تفريغ ما تضمر نفسه من رغبة لاستخدام القوة فيستخدمها دون اي رادع او تروي او واعز ديني .

ان اشكالية الفرد العراقي وميله لاستخدام القوة ليست نشات وضع معين او ظرف ما بل هي اشكالية تاريخيه فتاريخ العراق اتسم بصبغة الدم والقوة وهذا امر لا يمكن انكاره فتضارب الثقافات والموروثات الاجتماعية الهزيلة كان لها دور ايظا ومؤثر في كل الحالات الاجتماعية السلبية ومنها العنف الاسري للاطفال فمشكلة الفرد العراقي هو الطابع الوراثي والقبلي لذلك تراه ينتهج منطق القوة والعنف في كل مورد من موارد الحياة ولا يضع حلول اخرى لابسط امر او موضوع .

لم يجيز الدين الاسلامي ولا الشريعة تعنيف الاسرة او الاطفال منهم ولا يوجد اي مسوغ عقلي وانساني ناهيك عن القانوني في ضرب او استخدام القوة ضد الاطفال والاسر وهذا مخالف للمنطق فعن رسول الله ( ص واله ) قال ( أكرموا أولادكم وأحسنوا إليهم) كما وجاء عن الامام علي بن موسى الرضا ( ع) ان احد اصحابه قال شكوت الى أبي الحسن موسى (عليه السلام) ابنا لي ,فقال : لا تضربه واهجره ولا تطل) .. اذن كل الامور والاستدلالات الفقهيه والعقلية والانسانية والادبية الاخلاقية تشير وتوجب عدم استخدام القوة وفي كل الاحوال وان اي تصرف خلاف ذلك فهو مرض نفسي وعقلي ويدل على شخصية ضعيفه وغير متزنه وكما قال الشاعر :
لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَدَ قَومَـهُ بِبَيــانِــهِ وَيَــراعِــهِ السَبّــاقِ

ان الدعوة لتطبيق القانون ومحاسبة اصحاب حالات التعنيف الاسري واستخدام القوة المفرطه بات ضرورة ملحة حتى يمكن السيطرة على هذه الحالات ولا تستشري في المجتمع وتكون بمثابة حالة طبيعية جدا ومن متطلبات ديمومه الحياة الاسرية وهذا ما يخاف منه مستقبلا حاله حال انتشار المخدرات والعادات الاجتماعية السيئة والعياذ بالله .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب