23 ديسمبر، 2024 7:40 ص

العناصر التربوية في الفكر الاسلامي

العناصر التربوية في الفكر الاسلامي

حدد الفقهاء الاسلاميون ثلاثة عناصر مهمة يمكن من خلالها تربية الفرد والاسرة والمجتمع. ولو حدث أي خلل في عنصر من هذه العناصر سيحل الفساد وينخر التخلف في البيت او المجتمع او الدولة.

العنصر الأول: العنصر الاول هو المربي ” المعلم” ولا اعني به معلم المدرسة بل اعني رب العائلة ورئيس الوحدة الادارية وضابط الوحدة العسكرية والاستاذ في الكلية صعودا الى رئيس الدولة. هذا يستوجب ان يكون كل مختص فاهما عالما بمسؤوليته . ويعلم جيدا كيف يتصرف من خلال فهمه. لان فاقد الشيء لا يعطيه, رب الاسرة لو فقد الجانب التربوي , ستضيع وتفسد العائلة . وكذلك الطبيب والوزير وضابط الشرطة . وامثالهم . كل هؤلاء تنعكس تصرفاتهم على من هو دونهم. في وقت نجد النبي محمد{ص} اجتهد وجاهد ليربي جيلا تتجسد فيه الاخلاق.” انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق” وكانت سيرة وحياة الامام امير المؤمنين {ع} كلها تنصب في بناء الانسان. كان يقول: { اه لو ارى لفكري فيكم وعاء}. ولهذا الموضوع تعقيب يطول..

العنصر الثاني: المادة او مشروع التربية .. هذه النقطة مهمة جدا فجميع من ابتعد عن الدين انما رضع من فكر بعيد عن تعاليم الدين فاستنسخ عقله الافكار التي تعلمها من ذلك الفكر الظلامي العلماني “قال الامام امير المؤمنين{ع}:(الجَهْلُ مُمِيْتُ الأَحْيَاءِ، ومُخَلِّدُ الشَّقَاءِ) والجهل والامية تختلف من زمان لزمان . اليوم كثير من حملة الشهادات العليا اميون لا يعرفون الا شيئا مما تعلموه في دراستهم الاكاديمية كذك اغلب المصلين لا يعرفون سوى الصلاة والتسبيح والدعاء .

بينما يقول الاسلام: إن الله لا يعبد عن جهل بل عن علم ومعرفة، وهذا من أخطر أنواع الجهل لأنه جهل بالإسلام، دين مجرد اثارة ضجيج. وأثاره تظهر بالمجتمع بشكل واضح بالتراجع الاخلاقي والدليل ما نراه في زماننا بعض المصلين او المعزين بالمجالس الحسينية يمزجون بين الخرافات والامية والشعائر . والمصيبة الاكبر لا يقبلون ان يتعلوا حقيقة الدين والشعائر. ليس هذا في وسط المتدينين. ذكر لي شخص يشغل منصب رفيع في مؤسسة مدنية علمانية تهتم بالأدب والشعر والقصة . ان البعض صار يشتري الهوية ليقول الناس انه فنان او اديب او كاتب وهو لا يعرف ان يتكلم باللغة العربية سطرا واحدا.

العنصر الثالث: المتلقي : يقول تعالى ﴿ وفي آذانهم وقرا ﴾ إشارة إلى جهلهم. ويقول تعالى :وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ”. كثير من الامين المتعلمين حين اقدم موضوعا في شرح القران لا يهتم ويبقى يتحدث مع زميل الى جانبه .. واذا اراد ان يتكلم عن جهله يرمي الذنب على المحاضر . بالمقابل هناك خطباء حولوا المنابر الى سوالف وقصص بدون أي فائدة علمية دينية. والجمهور الامي راض عنهم ..يسميهم خط احمر. وا اسفا على مجتمع يقول للمهوال والشاعر . أعد .. اعد . ويقول للخطيب الفاهم الحاذق شيخنا اختصر ..

اسال الله ان يشملنا برحمته .