23 ديسمبر، 2024 2:25 ص

العمل الامريكي المرتقب، على تكوين اجماع دولي لمواجهة ايران، الهدف والنتيجة..

العمل الامريكي المرتقب، على تكوين اجماع دولي لمواجهة ايران، الهدف والنتيجة..

الادارة الامريكية وكما صرح بذلك ترامب وبومبيو؛ من ان الولايات المتحدة، بصدد العمل على تكوين اجماع دولي ضد ايران، وبمعنى اخر واكثر وضوح وصدقية واقعية وموضوعية؛ العمل على حشد دولي ضد ايران، هناك فرق كبير بين الاثنين. وفي هذا الاطار او ضمن هذا التاطير؛ يطرح علينا السؤال التالي اي ان السؤال هو من يطرح علينا نفسه بفعل الاتجاه العام للتوتر بين ايران والولايات المتحدة؛ من خرق القانون الدولي؟.. وحصريا في الحرب الاقتصادية على ايران التى شنتها ولم تزل تزيد في وتيرتها وشدتها على ايران ونحن هنا لسنا في وارد الدفاع عن ايران وكما بينا في اكثر من مقال، من ان ايران ليست حمامة سلام او حملا وديعا، فايران لها ما لها وعليها ما عليها، لكننا نحن هنا في صدد الدفاع عن قضايا الحق والانصاف وعن قضايا شعوب العالم الثالث في وضع دولي مضطرب وساخن جدا وخطير للغاية. الولايات المتحدة هي من انسحبت من الاتفاق النووي وهو اتفاق بين ايران وخمسة زاد واحد. لقد انسحبت بحجج واهية لاتقنع احدا بما في ذلك الاربعة، الاعضاء الدائميين في مجلس الامن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومن ثم شنت حربها الاقتصادية على ايران بلامسوغ حقيقي، لأجبارها على الجلوس حول طاولة المفاوضات، لصياغة اتفاق جديد، يشمل الصواريخ، لتحديد المدى المسموح لها بانتاجه، بالاضافة الى التمدد الايراني في المنطقة. وهنا لنناقشها، فقرة فقرة؛ اولا لاتوجد دولة في المنطقة لم تتدخل في شؤون الدول الاخرى في المنطقة بما في ذلك دول الخليج العربي بل ان دول الخليج العربي اكثر تدخلا وعبثا في امن شعوب ودول المنطقة وبإرادة امريكية واسرائيلية، بالاضافة الى تركيا. الامريكيون اكثر تدخلا ليس في المنطقة العربية وجوارها فقط بل في جميع دول العالم بالعمل على تخليق وضع اقتصادي ومن ثم سياسي في دولة الهدف الامريكي او دول الهدف الامريكي، يمهد الطريق، لأسقاط انظمتها والاتيان بانظمة اخرى، موالية او تابعة لها، لجعلها مناطق نفوذ لهم..في هذه الحالة، الامر برمته تتحكم فيه وتسوقه جبروت القوة..اما من ناحية الصواريخ فهذا الامر في غاية الاستهتار بعوامل الاستقلال والسيادة وبالقيم الوضعية والاخلاقية للقانون الدولي الذي يعطي الحق للدول في امتلاك عوامل القوة لصيانة امنها وحفظ كرامة شعوبها وحماية ارضها وحدودها. انه مثل الذي يقول للاخر دعني املي عليك او افرض عليك عوامل ضعفك ويجب عليك ان تقبل بها، كي اتمكن عند الضرورة من فرض إرادتي عليك، هل هذا منطق صحيح في العلاقات الدولية؟!..، خصوصا ان دول كثيرة في المنطقة تمتلك او في حيازتها ما هو، اكثر قوة وتاثير مما هو موجود في ايران. الحرب الاقتصادية الامريكية على ايران، لم تستند على القانون الدولي بل على العكس ان الولايات المتحدة، بتلك العقوبات خرقت خرقا فاضحا القانون الدولي. وهنا وبصرف النظر هل ايران من قامت باعطاب حاملات النفط، سواء في المياه الاقتصادية للامارات او في الاعطاب الاخير للناقلتين في بحر عُمان ام لم تقم بذلك ونفذه طرف ثالث. في الاطار، ماذا تنتظر من محاصرة دولة وشعب، الى الدرجة التى يكون فيها الضرر والايذاء بليغا جدا، ربما يصل الى ان يموت الشعب جوعا، انه القتل الاقتصادي اي الموت ببطء. هذا الامر لايختلف عن شن الحرب بصورة مباشرة، هنا يكون الموت لحظي وهناك يكون الموت ببطء. في الحرب يكون الدفاع بجميع انواع الاسلحة، فهو دفاع عن الوجود كدولة وشعب. لكل ذي بصيرة يعرف تماما من ان لافرق بين الحرب الاقتصادية وبين الحرب بالاسلحة، ففي الحالتين يكون الهدف واحد، هو تدمير الخصم، لأجباره على الرضوخ والانصياع لإرادة الطرف الاخر. نعود الى ما تريد او ترمي الولايات المتحدة من التحشيد الدولي ضد ايران؛ تحاول الولايات المتحدة دفع العالم الى اتخاذ او تبني مواقف، تدعم وتساند الاتجاه الامريكي في ايجاد حل للتوتر بين ايران والولايات المتحدة، وذلك بعزل ايران ووضعها في خانق ضيق وتوجيه الانظار اليها، كونها عامل اضطراب وعرقلة للملاحة الدولية في مياه الخليج العربي مما يؤثر على الاقتصاد العالمي. وفي المقابل اظهار الولايات المتحدة كدولة ترعى وتحمي المصالح الدولية والاقتصاد العالمي. مما يستوجب على دول العالم دعمها ومساندتها، في خلق جبهة عالمية واسعة لمواجهة ايران في مخادعة وكذب واضحان. الولايات المتحدة لاتستطيع ان تنجح في هذا المسعى، سواء في القدرة على التحشيد او في اصدار قرار من مجلس الامن الدولي. هناك روسيا والصين وهما في تعاون استراتيجي اجباري؟!.. سوف يمنعان اصدار او تبني مثل هذا القرار، على انفراد او بصوت واحد لصوتين.. وفي المقابل هذا يتوقف على السلوك الايراني في هذه المرحلة. ونعتقد ان الايرانيين قادرين على المراوغة والمرونة عند الضرورة والصلابة في الموقف حسب ما يقتضيه الموقف والوضع الدولي. ايران هددت بانها سوف تخفف من التزاماتها بالاتفاق النووي، اذا وجدت نفسها بان التزامها هذا لايفيدها حسب الاتفاق النووي. لكننا نعتقد ان الايرانيين سوف يستمرون في هذا الالتزام وان خففوا من هذا الالتزام سوف يكون بالدرجة التى لايرتفع منسوب او مستوى هذا التخفيف الى التخلي عن بعض بنود هذا الاتفاق. لذا، سوف يستمرون في التهديد بالتخلي الجزئي عن الاتفاق النووي من دون ان يصل الى الاجراء الفعلي. اما اذا، قام الايرانيون بالتخلي الفعلي والجدي عن بعض بنود الاتفاق النووي يكونون عندها قد اقترفوا الخطأ الفادح وقدموا الى الامريكيين الفرصة التى يتنظرونها. في هذه الحالة (ونحن هنا نشك بان الايرانيين سوف يقدمون عليها، لأنهم وببساطة بارعيين في المناورة والمرونة الضروريتان في ادارة صراع من هذا النوع..) سوف تقوم الولايات المتحدة في حشد الراي العام العالمي والامريكي ضد الاجراء الايراني هذا. الاوربيون وحسب تصريحات المسؤولون الاوربيون سوف يقفون الى جانب الموقف الامريكي مما يسهل على الولايات المتحدة، حشد موقف دولي ضد ايران. روسيا والصين عندها تجدا نفسيهما في موقف حرج..وهذا هو ما يفسر لنا النصيحة التى قدمها الرئيس الروسي، بوتين، داهية روسيا الجديدة، عندما قال لوزير خارجية ايران في موسكو، قبل اسابيع؛ ننصح ايران بعدم التخلي عن بعض بنود الاتفاق النووي. في الخلاصة ان الولايات المتحدة، ترمي من وراء العمل على التحشيد الدولي ضد ايران، عزل ايران اولا وثانيا صرف الانظار عن جريمة الحرب الاقتصادية على ايران النظام والشعب..