هذه السنة ( 17 ) ويزيد من عمر الاحتلال البغيض قد انتهت وهذا العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلي غربه لم يتحقق فيه شئ . وحالما أبطلت القوانين التي يرتكز عليها اتفاق العملاء والمحتلين من الأمريكان ودول الجوار الذين خاضوا غمار الحرب الطاحنة في العراق معا وحالما نسفت الأسس التي تراكمت عليها تعاليم السلم والأمان والحل العادل , وحالما تلاشت روابط المصالح والمفاهيم الخلقية والسياسية التي يبررها خطر الاحتلال والقلق والتناقض بعد التطورات الأخيرة المفاجئة التي شهدتها البلاد بعد تعثر تشكيل الحكومة العراقية الخامسة , ورغم كل المعطيات التي يتوقف عليها حل مسالة تنظيم البلاد حلا عادلا وشاملا بان خطؤها وظهر بطلانها جاءت خيبة آمل كبيرة حملتهم علي الكشف بان إستراتيجية الديمقراطية الملعونة في العراق لم يتحقق لها النجاح كما وصفها الرئيس الأمريكي السابق خلال تصريحاته . كما فشلت الخطة الأمنية للحكومة لعدم السيطرة على البلاد وعدم فرض السيطرة علي الوضع العام في بغداد والمحافظات الأخرى , وارتكبت القوات الأمريكية والإيرانية جرائم عدة ضد أبناء هذا الشعب المسكين وضد العدالة وضد الإنسانية وضد الأمن والاستقرار الذي تكرر يوميا انتهاكات كانت على الشرف والكرامة وقتل الأب والابن ولا شيء يلوح في الأفق فالحرب المرعبة , لا تزال مستمرة والتميز والتدويل وتدنيس المعابد الدينية كافة في العراق مستمرة كل يوم هذا أكثر وحشية من الحرب نفسها في اشد الإحداث التي حصلت بعد الاحتلال أن شاشة العراق السياسية اليوم لا يمكن أن تعرض أفلام روائية طويلة ! والجميل أن نقيق ونهيق المرشح لمجلس النواب يبقى مدوياً ومسموعاً لكنه معروف جداً حتى وإن تغطى بألف عباءة أو تقنع بكل أنواع الأقنعة , أو غير اسم كتلتلة أو حزبه أو قائمة آو البلد الذي سانده , هذا التخفي بأسماء جديدة للكتل والقوائم وأخطاء جديدة إبعاداً للشبهات ومحاولات لتغييب الحقيقة أو الاختباء خلف متاريس الضعفاء المتوهمين ، لا تُليق بمسئول سياسي ، ولا تُليق بمن قاتل وأستبسل وانقلب على عبقيه بحثاً عن المال والجاه لا أكثر , فرَّ هارباً من العراق باحثاً عن بقايا التوابيت في أقبية الظلام !