أن الجريمة الإرهابيّة التي حدثت في شيراز ،هذا العمل الإجرامي الدامي الذي نفذه وتبناه تنظيم داعش الإرهابي والذي ادمى صوره قلب كل انسان يحمل ولو ذرة من الانسانية والذي يمثل الخروج عن القواعد الفكرية والثقافية المعتدلة التي تسود المجتمعات في أي جانب من جوانب الحياة،تأتي في سياق الحملة المستمرة والمسعورة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تضطلع بدور رئيسي ومركزي في مواجهة المشاريع والمخططات المعادية للتحرر وترفض الانصياع للضغوط والحملات – الغربية – الصهيونية – والرجعية والتي تدير هذا التنظيم المجرم وكل التنظيمات الإرهابية التي عملت وتعمل لبث الفتن وارتكاب الجرائم في المنطقة والتي هي من إعداد المخابرات الامريكية بعتراف مسؤوليها وبعض الدول والجهات العربية المرتبطة ، والتي تدير هذا التنظيم الإرهابي وكل التنظيمات الإرهابية التي عملت وتعمل لبث الفتن وارتكاب الجرائم في المنطقة خدمة لمخططاتها ومشاريعها المعادية للأمة ولا يزال التطرف العنيف يشكل واحدًا من أهم التحديات للسلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط ،
أن التطرف من أخطر الأمراض التي تفتك بالمجتمعات، وتقتل روح التسامح بين الناس، وتخلق أنماطًا من العقول المتعصبة المليئة بالكراهية والحقد نحو الآخر، وهو آفة اجتماعية وفكرية وأخلاقية تشير إلى الخروج عن القيم والأفكار والسلوكيات الإيجابية في مجتمع معين، وبالمقابل تبني قيمًا ومعايير سلبية دخيلة على المجتمع، وقد يتحول من مجرد أفكار إلى أفعال ظاهرية قد يصل الدفاع عنها إلى حد اللجوء إلى العنف، بغرض فرض المبادئ التي يؤمن بها الفكر المتطرف بقوة على الآخرين، وقد تتفاقم المسألة لدرجة اللجوء للإرهاب.. وقد أظهرت الجماعات الارهابية المسلحة خبثاً كبيرة بعد هزيمتها العسكرية في العديد من البلاد او تعيش على انفاسها الاخيرة . ان ممارسات هذه المجموعات لها جملة من الغايات أو تمرير مشاريعها الهادفة لتكريس سلطاتها، وهذا يتمثل بعدد هائل من الممارسات والأعمال التي تشكل في مجموعها نوعاً من الهيمنة الكاملة والمتعددة الأشكال والجوانب على حرية الشعوب والدول، وبحيث توضع هذه الشعوب وهذه الدول في خضم كابوس مرهق ومحموعة من العوامل الضغاطة والقاهرة، كما نشاهدها في الكثير من دول آسيا وأفريقيا، بما فيها منطقة الشرق الأوسط، حيث التحكم بالقرار السياسي، ونهب الثروات، والحصار الاقتصادي والعسكري، والانقلابات العسكرية، والهيمنة الضمنية على المراكز الإعلامية، والقيام بممارسة الاضطهاد الفكري والجسدي، وافتعال أو تغذية الخلافات القبلية والطائفية والدينية وإيصالها إلى حد الصراع والتصفيات الدموية، واستنزاف طاقات الشعوب في النزاعات والحروب الإقليمية المدمرة،لتترتب عنها محموعة اسباب كالقهر والعجز و يصبب المستقبل بالتشاؤم، فتنسد آفاقه، ويفقد الإنسان الثقة بإمكانية الخلاص، مما يزيد من آلام الحاضر ومشكلاته، ويبعث على اليأس من الخلاص، عبر الجهد الذاتي، وهو ما يميز نظرة الإنسان المقهور إلى المستقبل و يأخذ طابعاً متأزماً، وكل شيء يثير في نفسه خوف الكارثة؛ولذلك فإن قلق الحاضر ومصاعبه ولان المعاناة الحاضرة التي لا تجد لها إمكانية خلاص في مستقبل منظور تحول الحياة إلى جحيم، وتثير توترات انفعالية عالية بشكل غير طبيعي مما يجر ردود فعل متطرفة، وذات طابع انفعالي خال من العقلانية والتقدير الموضوعي للواقعوإن عمليات القهر والتنكيل وسلب إرادة الشعوب ترافقها دائماً محاولات مسخ الثقافات والتراث والتقاليد الخاصة بالشعوب او المجموعات السكانية.لقد اسهم في ظاهرة التطرف الفكري وتعزيزها وجود معلمين شاذين، ومتطرفين، واتخذوا من يسر الإسلام ذريعة للتحلل من الشرع، كما قاموا بخداع الناس وبث أقوال غير صحيحة في نفوسهم، ورأوا ان الغلو والتطرف ظلماً وسيلة لحماية الدين الاسلامي وحفظ الشريعة، وهذا الامر يناقض الاسلام بمبادئه الحنيفة ، وهو إفراط وتفريط، ولا يرتبط بالحق على الاطلاق، وهؤلاء المعلمين كانوا من مرجعيات ساهمت في ظهور التطرف الفكري، بما غرسه في اذهان الدارسين عندهم وضعفاء الناس يستمعون إليهم ويغذيهم بأفكار مغالطة للحق باسم الدين وباسم الشريعة التي هي بريئة منهم تماماً.