18 ديسمبر، 2024 11:04 م

العمر ونهاية السير – خاطرة عن اقتراب قطار العمر من نهايته

العمر ونهاية السير – خاطرة عن اقتراب قطار العمر من نهايته

نحن في المحطة ما قبل الأخيرة ننتظر قطار العمر ليأخذنافي عرباته الى نهاية المسار

الى حيث سافر قبلنا من غير رجعة اجدادنا واسلافناواناس من مختلف الاجناس والاعمار

حيث بدأ الوجوم يظهر على الوجوه وبدأ تراجف الأطرافوتأتأة الكلام والتماسك

توجسا لما ينتظرنا من احكام وقرارت تخص سجل اعمالنا وافعالنا واقوالنا نحن واقراننا

فقد قمنا بما هو مرسوم لنا من اعمال واقوال باسلوننا بعضها مفروض وبعضها مرفوض

لقد انهينا اعمالنا وتعاملاتنا مع الاخرين وكانت حياتنا بالتأكيد فيها مطبات لم نراعيها كلها

راعينا بعضها بما يخدم مصالحنا الدنيوية وربما اوجعت وآلمت الكثر غيرنا ممن حوالينا

واسرفنا في حبها لكثرة الاغواءات والاغراءات تلبية  لما فيالروح و الجسد من رغبات

واستحوذت على سلوكنا وانطبع على اقوالنا وافعالنا حب الملذات والابتعاد عن العبادات

والبعض الاخر قد يكون تذكرة سفرالى رحمة البارىء أوجسر عبور او ملاذ آمن من جهنم

بالتأكيد حاول بعضنا ترميم ما هدمته اطماعنا وإصلاح كل او بعض اخطائنا وهفواتنا

وإعادة توجيه بوصلاتنا من الشر الى اعمال الخير والإحسان والندم على ما فات من اعمال

بائسة ما كان منا ان نقوم بها لولا الطمع وحب الانا وكسب غير مشروع عن طريق النهب

وفي غمرة مساءلة النفس ونحن في محطة الانتظار لتصل عربات القطار

بدأنا ننظر الى ما جرى وصار وجردنا اعمالنا كبارا وصغار وما قطفنا من بعضها من ثمار

قمنا بالربط والمقارنة بين المستقبل الذي ينتظرنا والماضي الذي فاتنا وفاتتنا منه فرص كثار

وندمنا على عدم تصحيح المسار وفوات الأوان  لتدعيم وتحسين مواقفنا و مستقبلنا

وتمنينا لو اكثرنا من حسن الاعمال والاقلال من سوءها قبل ان يكون الى الخالق المآل

وعند جرد طاعاتنا والتزاماتنا وسلوكنا ومطابقتها مع المعاير الموضوعة والسماوية

رجينا ان تكون ملبية للمتطلبات وتحرز درجات النجاح والرضا والقبول

وفي ذات الحين كانت تسكن في مخيلتنا محكمة كبرى قاض قضاتها

لا اعدل ولا اارحم منه احد عفو غقوركريم جبار رحيم بعباده

يرحم من به استجار واخذنا نكثر من الاستغفار لما ارتكبناه من ذنوب كبار وصغار

سجل الماضي هكذا كان حافل  بنوعين من الاعمال والاحوال والمواقف وردود الأفعال

وامام كل فقرة من فقراته السجل ما يناسبها من جزاء وعقاب

فالصالح منها مألوف ومعروف ومقابله وامامه ما يسر القلوب ويزيل الكروب ويمحو الذنوب

ويتمنى المرء في محطتنا الأخيرة  ان ترجح كفة ما حسن من الاعمال وما صلح

ولا يتمنى ان تثقل كفة ما طلح من الاعمال والخبث وسرقة الحقوق والأموال وسوء الأفعال

القطار قادم والمساءلة مستمرة ونحن منتظرن ويدور في رؤوسنا ما سنواجه

استحوذ على تفكيرنا الاستذكار والاستغفار والخشوع امام قاضي القضاة في قادم الساعات

نعم سيركب العربات معنا أناس اخرون حالهم حالنا واتجاهم اتجاهنا

ونحن في محطة الانتظار صمتنا صمتا رهيب لاقتراب وصول القطار