18 ديسمبر، 2024 3:56 م

العمرة بين ظاهرتين

العمرة بين ظاهرتين

يعيش المسلمون في كل انحاء العالم اليوم مع قدسية شهر رمضان المبارك وهم يتقربون الى ربهم بفريضة الصيام.
وهي احد الفرائض الخمسة في الدين الاسلامي ومن خلالها يتعلم المسلم على تهذيب النفس وتحملها بالامتناع عن الاكل والشرب لأكثر من عشره ساعات مع التقيد بالتعليمات السماوية التي لابد ان نطبقها مع فريضة الصيام بغض البصر وحفظ اللسان والابتعاد عن كل ما حرمه الله سبحانه وتعالى….
اليوم وفي ظاهرة دينية جديدة تعتبر من احدى السنن والعبادات الإسلامية الموجودة هي ظاهرة اداء العمرة وخاصه من خلال الاعداد الكبيرة التي نشاهدها تذهب الى الديار المقدسة في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك حيث نشاهد ان الاعداد تتزايد يوميا وخاصة بعد الاتفاق العراقي السعودي بفتح الطريق البري امام المعتمرين وتيسير دخول الزوار الى المملكة العربية السعودية حيث ان تكلفة اداء العمرة اصبح اقل بكثير من السفر في الجو وهذا شيء مريح ومفرح لكل من يريد ان يعتمر وينوي الذهاب لادائها وايضا التسهيل المقدم من قبل شركات السفر باعتماد نظام التقسيط وهذا مشجع اخر للمسلمين للمسافرين الذين يرومون تأدية العمرة في اي وقت كان ولكن يجب ان يعرف جميعنا ان لكل عمل انساني قوانين خاصه به ولكل فريضة قدسية تتعلق بأدائها وهنا اليوم اتكلم عن اهالي محافظة نينوى فقط ومن خلالها ربما يكون الجمع لكل المدن والمحافظات في الدول الإسلامية…
ففي محافظة نينوى وهذا العام بالتحديد وفي شهر رمضان المبارك سافر عشرات الالاف من اخواننا واخواتنا لأداء مناسك العمرة وهذا شيء مفرح واذا دل على شيء فإنما يدل على ان اهل هذه المدينة ما زالوا متمسكين بالفرائض والعادات والتقاليد الإسلامية وما زالت نينوى تلك القرية المؤمنة التي ذكرها الله في القران وقد منح اهلها اكبر عدد ذكر في القران الكريم وهو ((مئة الف)) او يزيدون والعالم جميعنا يعرف الايمان الموجود في قلوب اهالي هذه المحافظة بكل مدنها وقراها واريافها والدلالة على ذلك ما حدث لها من دمار شامل نتيجة الحروب ومخلفاتها في هذه المدينة ولكن بجهود ابنائها ومن تحمل امانة المسؤولية فيها تم اعاده هذه المحافظة ومدنها الى ابهى صورة وعادت المناظر الخلابة الى مواقعها الجميلة وعادت ام الربيعين تسر الناظرين..
وبجهود المسؤولين فيها تم اعادة كل الخدمات والبنى التحتية….
وحتى لا نبعد كثيرا عن موضوع العمرة احببت ان نذكر الجميع بان المناسك الدينية هي ظاهرة مسيرة تحت اوامر ربانية يؤجر عليها من يقوم بها ويجب علينا ان نحافظ على هذا الاجر والثواب من خلال الابتعاد عن مظاهر الدنيا وخاصة ما يتعلق بفريضة الحج واداء العمرة حيث نشاهد اليوم احد الظواهر السلبية من خلال توديع واستقبال عوائل اغلب المعتمرين وهي تقطع الطرقات امام الناس ويقومون بتجمعات كبيرة لتوديع او انتظار ابنائهم او اخوانهم او ابائهم وامهاتهم الذين ذهبوا لأداء هذه المناسك وكذلك نرى الطبقات الغنية وميسورين الحال في المجتمع وما يقدمونه من هدايا وطعام اثناء عودة المعتمرين واحيانا تسمع الاصوات التي تصدر من السيارات وكأنك تعيش اجواء وتقاليد الاعراس وهذا ظاهرة غير صحيحة ويجب علينا جميعاً ان نبتعد عن ظواهر الدنيا الاخرى فمن يبتغي وجه الله والحياة الاخرى يجب ان يؤدب النفس اولا ويبتعد عن كل المظاهر الحياة الدنيا فإنها غير مجدية وربما تضيع اجر ذلك الشخص..
و على جميع من يزورون المعتمر يجب ان يترفعوا بأنفسهم عن موضوع تقديم الهدايا من المسابيح اوغطاء الراس وغيرها من الهدايا التي انتشرت لدى الجميع والتي امتلأت بها البيوت وبدون فائدة.. فالمعتمر عندما تصافحه وقبل ايام كانت يداه الطاهرتان في بيت الله الحرام فهذا بحد ذاته هو اعظم هدية ودعائه لنا هناك يعتبر الهدية الكبرى.. نتمنى لكل المعتمرين في هذا الشهر المبارك عمرة مقبولة ونطلب منهم الدعاء لنا شخصياً وبالاسم وان ينقلوا سلامنا الى حضرة رسولنا الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه من الاصحاب الاطهار في تلك الديار المقدسة التي نتمنى من الله التيسير لزيارتها…
وفقهم الله واعادهم لنا سالمين غانمين وجعلها في ميزان حسناتهم..
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته…
ملاحظة… قسم من الصور بعثها لي الصديق العزيز الشيخ سعود عبدالحميد الجدوع ابوسفيان.. تقبل الله منا ومنه سائر الاعمال…